صفحة الكاتب : الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

على ضفافِ الانتظار(31)
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الصخري..


عندَما نُلاحظُ الرواياتِ الشريفة التي وردت في الشخصياتِ السلبيةِ التي ستكونُ مُعاصرةً لزمنِ الظهور، والتي سيكونُ لها أدوارٌ سلبيةٌ ضدّ حركةِ الإصلاح المهدوية، نجدُ أنّها قد استعملتْ عدّةَ أساليب للتعريفِ بها؛ وذلك لتتضحَ الصورةُ لدى المؤمنين خصوصًا والناس عمومًا، ومن ثَمّ ليحذر المؤمنون من تلك الشخصيات، وما يقومون به من حركاتٍ سلبية، فيأخذوا حذرَهم منهم، وليقفوا ضدَّ تحرُّكاتِهم ومُحاولاتِهم القضاءَ على المؤمنين وعلى حركةِ الإصلاح والعدالة المهدوية، هذا من جانب.
ومن جانبٍ آخر؛ لتكونَ حُجّةً على من يتبعُ تلك الشخصيّاتِ السلبية، ولا يبقى لمُعتذرٍ عذرٌ في عدم اتباعه الحقَّ.
ومن تلك الشخصياتِ التي تعدّدتْ أساليبُ التعريفِ بها هي شخصية (السُفياني) الذي يُعَدُّ من أقوى المناوئين للإمام المهدي (عجل الله (تعالى) فرجه)، والذي سيعملُ بطريقةٍ وبأخرى على الوقوفِ ضدّه (عجل الله (تعالى) فرجه).
فنجد الرواياتِ الشريفةَ قد عرّفته مرةً باسمِه الشخصي، فقالت: إنَّ اسمَه (عثمان بن عنبسة)، ومرةً حدّدتْ مكانَ بدايةِ تحرُّكه، فقالت: إنَّ خروجَه سيكونُ من الوادي اليابس، ومرّةً عرّفته بلقبه (السُفياني)؛ لتوضحَ نسبته إلى عدوِّ أهلِ البيت (عليهم السلام): أبي سفيان بن حرب.
وغيرها من أساليب التعريف.
رويَ عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "يخرجُ ابنُ آكلةِ الأكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة، وحش الوجه ، ضخم الهامة، بوجهه أثرُ جدري إذا رأيته حسبته أعور، اسمه عثمان وأبوه عنبسة، وهو من ولدِ أبي سفيان حتى يأتي أرضًا ذات قرارٍ ومعين ، فيستوي على منبرها" .
ومن ذلك أنَّ بعضَ الرواياتِ الشريفةِ أطلقتْ عليه لقبَ (الصخري) في تعريفٍ آخر له بأنّه يرجعُ في نسبه إلى (صخر بن حرب) وهو الاسم الحقيقي لأبي سفيان.
فقد جاء في رواية طويلة:
"...ويخرجُ رجلٌ من ولدِ صخر في ضعفٍ فيلقى جيوش المغرب...، وفرقة تلحقُ بالصخري فيسيرُ إلى بقيةِ جموعِهم حتى يأتي ثنية فتق فيلتقون عليها فيدال عليهم الصخري...، وينحازون إلى الصخري فيدخل دمشق فيمثل بها.
وتخرجُ راياتٌ من المشرقِ مسودة فتنزل الكوفة، فيتوارى رئيسُهم فيها فلا يُدرى موضعُه فيتحيّن ذلك الجيش، ثم يخرجُ رجلٌ كانَ مُختفيًا في بطنِ الوادي فيلي أمرَ ذلك الجيش، وأصل مخرجه غضب ممّا صنعَ الصخري بأهل بيته، فيسيرُ بجنودِ المشرق نحو الشام، ويبلغ الصخري مسيره إليه فيتوجّه بجنودِ أهلِ المغرب إليه فيلتقون بجبلِ الحصى فيهلك بينهما عالمٌ كثير، ويولي المشرقي منصرفًا، ويتبعه الصخري فيدركه بقرقيسيا عند مجمع النهرين فيلتقيان فيفرغ عليهما الصبر فيقتل من جنود المشرقي من كُلِّ عشرةٍ سبعة، ثم يدخل الصخري الكوفةَ فيسومُ أهلَها الخسف.
ويوجه جندًا من أهلِ المغرب إلى من بإزائه من جنودِ المشرق، فيأتونه بسبيهم فإنّه لعلى ذلك إذ يأتيه خبرُ ظهورِ المهدي بمكة فيقطع إليه من الكوفة بعثاً يخسف به..."
فمن الواضحِ من الرواياتِ أنَّ هذه الأحداثَ والتحرُّكاتِ هي للسفياني لا غير، فيكون الصخري هو السفياني نفسه.
ملحوظة:
قالَ الشيخُ الكوراني بعدَ أنْ نقلَ هذه الرواية في معجمه:
"من الواضحِ أنَّ هذه الرواية وأمثالِها ليستْ أحاديثَ عن النبي (صلى الله عليه وآله)، وأنّها من قولِ أرطاة أو ممّا نُسِبَ إليه...."
وفي الحقيقة، أنَّ تعدُّدَ أساليبِ التعريف به، في الوقتِ الذي يُشيرُ إلى خطورةِ أمره تجاهَ الشيعة عمومًا، هو يدعو المؤمنين إلى أخذِ الحيطةِ والحذر منه، وإلى ضرورةِ الوقوف يدًا واحدةً ضدّ تحرُّكاتِه وتوسُّعاتِه الطامعةِ في جعلِ الحكم سفيانيًا صخريًا أمويًا.
وفي إشارةٍ إلى وحدةِ العمودِ الفقري لموقفِ السفياني من أهلِ البيت (عليهم السلام)، والذي يرجعُ إلى أبي سفيان أصل النفاق، روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال:
"إنّا وآل أبي سفيان أهلُ بيتين تعادينا في الله، قُلنا: صدقَ الله وقالوا: كذبَ الله. قاتلَ أبو سفيان رسولَ الله (صلى الله عليه وآله)، وقاتلَ معاوية علي بن أبي طالب (عليه السلام). وقاتلَ يزيدُ بن معاوية الحسينَ بن علي (عليه السلام)، والسفياني يُقاتلُ القائمَ (عليه السلام)"


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/04/12



كتابة تعليق لموضوع : على ضفافِ الانتظار(31)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net