على ضفافِ الانتظار(12)
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

تعريفُ الإمامِ المهدي (عجّل الله (تعالى) فرجه) إلى الأممِ الأخرى
ليست هناك طريقةٌ واحدةٌ ليكونَ المؤمنُ مُنتظرًا وممهِّدًا للإمامِ (عجل الله (تعالى) فرجه)، بل الطرقُ كثيرةٌ جدًا، وعلى كُلِّ مؤمنٍ أنْ يأخذَ بطريقةٍ معينةٍ في ذلك.
من الأمورِ المهمةِ في هذا المجال هو تعريفُ الأممِ الأخرى بإمامِنا المهدي (عجل الله تعالى فرجه)، فإنه بلا شك يدخلُ في مُفرداتِ التمهيدِ العملي للظهور.
ولكن كيفَ يتمُّ ذلك؟
الجواب:
أنَّ ذلك يتمُّ من خلالِ عِدّةِ خطوات، منها التالي:
أولًا: التركيزُ على الأصول العامة المشتركة بين الأديانِ السماوية.
وفي خطوةٍ أسبق: التركيزُ على المُشتركاتِ الإنسانيةِ العامة، والتي سيكونُ من أهدافِ الإمامِ (عجل الله (تعالى) فرجه) تأكيدُها عند الظهور، كمسائلِ السلام، والعدل، الرجوع إلى الحقّ في كُلِّ شيء، وأمثال هذه المفاهيم.
ثانيًا: الكشفُ عن أنَّ الفكرةَ (المهدوية) بما تحمله من معنى العدل والسلام، وبما تعنيه من تحقيقِ (المدينة الفاضلة) في الدنيا، هي فكرةٌ مُشتركةٌ بين الأديانِ السماويةِ عمومًا، بل وغير السماوية، بل هي فكرةٌ إنسانيةٌ تُناغِمُ فطرةَ الإنسانِ ونظامَه الداخلي المخلوقَ فيه، وبالتالي فيُمكِنُ الانطلاقُ من هذا المُشتركِ العامِّ للدخولِ في التفاصيلِ المعقولة لتحقيقه.
وهذه الخطوةُ تحتاجُ إلى مُطالعةِ المصادرِ المُختلفةِ للدياناتِ -سماويةً كانتْ أو أرضية- ونشرِ النصوصِ المناسبةِ في ذلك.
ثالثاً: التأكيدُ على الصفاتِ الإنسانيةِ التي يتصفُ بها المهدي (عليه السلام) في نفسه، وفي أهدافه العامة، فهو رجلٌ بعيدٌ كُلّ البعد عن (القتل اللامبرر) و(التهجير العشوائي) و(احتكار الثروات) و(الطبقية) و(القومية) وما شابه.
فهو رجلٌ معتدلٌ في سلوكه، لا يُجاملُ في الحقّ، ولا يرضى بالباطل.
هو رجلٌ خُلُقه الرأفةُ والرحمة، وسجيتُه الكرمُ والعطاء، وأسلوبُه العدلُ والإنصاف، وهدفُه تحقيقُ السعادةِ للناس كُلِّ الناس.
ولا شكَّ أنَّ هذه الصفاتِ –وهي أمورٌ واقعيةٌ وليستْ من محضِ الخيال- تُناغِمُ الكوامنَ الدفينةَ في بواطنِ المظلومين في أنحاءِ العالم.
رابعًا: التركيزُ على بثِّ مفهومِ (الأمل) الذي يحملُه معنى (انتظار المهدي (عليه السلام)) فإنَّ انتظارَ ظهورِه يعني أملًا يقتضي عملًا بكُلِّ ما تحملُه هذه الكلمةُ من مفاهيمِ الحركةِ والتحدّي والفرح بالإنجازِ والحافز نحو المزيد.
علينا أنْ نُركِّزَ على أنَّ اللهَ (تعالى)، يومَ خلقَ الكونَ والحياة، لم يرسمْ لها مسيرةً تنتهي إلى الظلام، بل إنّه (تعالى) رسمَها وفقَ طريقةٍ لا بُدّ أنْ تصلَ إلى النور، حينها سيتحقّقُ الحلمُ بالمدينة الفاضلة، وسيُدركُ الناسُ ذلك الأملَ الوردي.
خامسًا: علينا أنْ نواكبَ الطرقَ الحضاريةَ في التواصل، ولا نقف عند المُستهلَك منها، فإنَّ لنشرِ هذه القضيةِ أساليبَ وطرقًا مُتعدِّدةً منها: استثمارُ مواقعِ التواصُلِ الاجتماعي، إذ إنّ العالمَ اليومَ لا يكادُ يستغني عن استخدامِها فينبغي استثمارُ فرصةِ وجودِها.
بالإضافةِ إلى ضرورةِ العملِ على النشرِ بكُلِّ اللغاتِ الحيّةِ لدى الناس.
والحاصلُ:
أنَّ حملَ (همّ) نشرِ القضيةِ المهدويةِ هو أحدُ مُفرداتِ التمهيدِ العملي للظهور المُقدس، وعلى كُلِّ مؤمنٍ أنْ يجدَ الطريقةَ المناسبةَ للمُشاركةِ في هذا العمل.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat