الحاسة السادسة... وهم أم خيال؟ الجزء الأول
د . منهال جاسم السريح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . منهال جاسم السريح

الحديث عن (الظواهر الخارقة) التي يتصف بها بعض الناس، وما أندر هؤلاء الناس، أو ما يسمى بـ(الحاسة السادسة) التي يمتلكونها، أو ما يصطلح عليه عالمياً بـ(الباراسايكولوجيا)، هو حديث أثار الجدل الكثير، وطالت المناقشة فيه بصورة مسهبة، وعلى الرغم من وجود أصوله التي ينطلق منها، منذ زمن بعيد، متمثلة هذه الأصول بحدوث الظواهر الخارقة عند بعض الأفراد: كالتنبؤ التقريبي لوقوع بعض الأحداث الخاصة أو العامة، أو توليد الأفكار الجديدة التي لها تطابق مماثل أو مشابه لأفكار سابقة، كان الغير قد اضطلع بها أيضاً (توارد الخواطر)، أو الالتقاء بشخص ما سبق ذكره منذ فترة قصيرة (التليباثية).
إن تفسير الظواهر - أية ظواهر كانت - تفسيراً علمياً، هو بمثابة (جواز المرور) لجعل هذه الظواهر ضمن تصنيفات العلم المختلفة؛ لأن العلم في أبسط تعريفاته هو عبارة عن (مجموعة حقائق)، وبذلك فأن الظواهر التي لا تحظى بمثل هذه التفسير العلمي، يستحيل ادراجها ضمن أي صنف من أصناف العلم هذا، بالإضافة إلى أن بعض هذه الظواهر التي تسمى بـ(الظواهر الخارقة) هي من حقائق علم اجتماعي غير جديد، له تراث تاريخي واسع وعميق، يستطيع عليه أي مبدع كبير في هذا المجال، لما امتلك من قدرة على الربط (التركيب) بين الماضي والحاضر من جهة، والحاضر والمستقبل من جهة أخرى، وهذا مبحث من مباحث علم النفس، وحقيقة من حقائقه التي انتهى اليها.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat