صفحة الكاتب : د . منهال جاسم السريح

الكآبةُ... آفةُ العصر
د . منهال جاسم السريح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  لكلّ عصر أمراض، ومن أمراض عصرنا مرض يسمّونه الكآبة، وهو مرض ينتشر في الدول المتقدمة أكثر من الدول الأخرى. منظمة الصحة العالمية حذرت من انتشار هذا المرض، وتشير إحصائياتها إلى أن ما بين 3-5 بالمائة من سكان العالم مصابون بالكآبة، أي مابين 120- 200 مليون نسمة!. 
 الرجلُ الكئيب ليس إلا نموذج لملايين المصابين بالكآبة، لا شيء أمامَه سوى الفراغ، الذي يطفئ كلّ حماسة للحياة وتتلاشى فيه القدرة على مواجهة الحياة، والمصاب يعزل نفسه عن محيطه ويلتزم الصمت المطلق، ويبدو المستقبل في عينيه كنفق مظلم ليس له منفذ. وتنتشر الكآبة مثل الوباء، فهي مرض غريب لا يمكن السيطرة عليه، وكان الناسُ في العصور القديمة يعتبرونها من أعمال الشيطان..! أما الآن فأن الأسباب قد تغيّرت فمنها بيئية واجتماعية واقتصادية. 
من أبرز مظاهر الكآبة، الحزن العميق وعدم الثقة والعمل على تدمير الذات ومعاقبتها، وأحياناً تظهر على المريض بالكآبة علامات جسدية مثل اللون الشاحب بسبب الألم والعيون الجامدة.
لقد نجح الطبُّ الحديث في تشخيص 90 بالمائة من مظاهر المرض، فكثيراً ما يشكو المريض من فقدان الشهية وانخفاض الوزن والأرق والقرحة في المعدة. ويؤكد الناسُ أن أكثرَ الناس عرضة بهذا المرض، هم مديرو الأعمال ورجال السياسة والصحفيون وأساتذة الجامعات، والذين يعانون من ظروف حياتيه غير طبيعية.
 ويشيرون إلى أن المصابين يسيرون نحو الكآبة دون أن يعرفوا ذلك، وقد يصابون بحالة عصبية معينة تدفعهم إلى التخلي عن كلّ شيء جيد في حياتهم، وبالتالي قد يندفع بعضهم إلى الانتحار، لأنه الطريقة الوحيدة للهروب من الحياة..!. فمثلاً في اليابان تقع (20) حالة انتحار بين كلّ (100) ألف شخص سنوياً، وكذلك الحال في الدنمارك والسويد والنمسا وألمانيا الغربية وهنغاريا، ويقدر الأطباء أنه 75% من المصابين فيما لو راجعوا العيادات النفسية، لكن بالإمكان إنقاذهم.
ويرى بعضُ الأطباء الاختصاصيين أن الكآبة مرض قد يستمر على مدى عشرات السنين، دون أن يشعرَ به الإنسان؛ والمعضلة الكبرى هي أن المصابين لا يصدقونه بأنهم قد يشفون منه، وهذا ربما يرجع إلى طبيعة المرض التي تجعلهم يعتقدونه ذلك.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . منهال جاسم السريح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/02/20



كتابة تعليق لموضوع : الكآبةُ... آفةُ العصر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net