المزاجُ الجيّد من الطعام الجيد
د . منهال جاسم السريح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . منهال جاسم السريح

في الأيام المملة أو اللحظات المزعجة أو حتى الكئيبة، مجرد ارتياد السوق أو المتجر لملئ عرباتنا وأكياسنا بالأصناف الشهية، قد يكفي لتغيير مزاجنا، والترويح عن أنفسنا..!
ولكن ما السرّ في ذلك؟
كيف لطبق من البطاطس اللذيذة، أو قطعة من الشوكولاتة أن يهدئنا ويرضينا؟
فبالإضافة إلى أصناف الأطعمة التي تطمئن وتمنح الرضا قبل تناولها، ثمة أنواع أُخَر لا تعد بأية مزايا بيد أنها تواسينا بشكل ملحوظ!
ماذا لو أُصيب أحدنا بنوبة من الكآبة؟
ما عليه سوى قضم إصبع من الشوكولاتة اللذيذة ليشعر بالتحسن.. وقد يهاجمنا التعب فجأة.. فما العمل؟ يقولون: موزة واحدة كفيلة بإعادة النشاط ودفع التعب...! ولكن ما العلاقة؟
في الواقع، إن مزاجنا مرتبط بعمل دماغنا وبشكل وثيق، وهذا الأخير هو صاحب القرار بشأن تقلباتنا الانفعالية.
وبحسب الخبراء، حتى ولو كان الدماغ يشكل(2%) من وزن الجسم، فهو بحاجة إلى الطاقة والأوكسجين(10) عشر مرات أكثر من الأعضاء الأُخَر، ليؤمن عملاً سليماً، ويزداد هذا الرقم عند الأولاد الأقل سنّاً، حتى يبلغ الـ(60%) من وزن الجسم لدى الأطفال الرضع، وبالتالي فان(40%) من سكريات الفطور المستهلكة صباحاً مكرّسة لعمل الدماغ طيلة مدة ما قبل الظهر.
وفي حال افتقار الدماغ إلى الطاقة، يشعر المرء بالتعب والوهن، ويعجز عن العمل بشكل فاعل؛ ذلك لأن الدماغ وبغية استعادة نشاطه، يحتاج إلى وقود، بمعنى آخر إلى سكريات بطيئة، تبث بكميات صغيرة طاقتها في الجسم، ذلك بصورة منتظمة، بلا طفرات أو مفاجئات.
وقد يسأل سائل: أين نجد هذه الطاقة في الأطعمة؟ والجواب هو: إنها طاقة طويلة الأمد، متوافرة في المعكرونة والخبز، والبطاطس، والبقول، وبعض أصناف البسكويت.
من جهة أخرى تساهم الأطعمة السكرية هذه في طمأنتنا، والتخفيف من توترنا وقلقنا.
في الواقع هي ترفع من معدل (السيروتونين)، وهي بمثابة ناقل عصبي بضبط الشهية والمزاج (كل منهما مرتبط بالآخر بشكل وثيق).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat