عناصر غذائية مهمة...
د . منهال جاسم السريح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . منهال جاسم السريح

من المعروف أن جميع الخضار الورقية مثل الخس واللهانة والسبانغ، تحتوي على فيتامين (ب-9)، وهو واحد من مجموعة فيتامينات ب-المركبة. وهي ذات ضرورة هامة لحياة الانسان. وكذلك الفولات فهي ضرورية للحياة أيضا. وتعتبر الفيتامينات كافة ضرورية لبناء الجسم، وعلى الانسان أن يؤمّن الكمية الكافية منها لجسمه، عن طريق غذائه، لعدم قابليته من تركيب هذه العناصر بنفسه. ويعد فيتامين (ب-9) أساسياً في تركيب الحوامض النووية (RNA-DNA) داخل الخلايا وتركيب عدد من الحوامض الأمينية، وهو مهم في عملية تكاثر الخلايا، مما يعطيه الأهمية البالغة في مرحلة الحمل ونمو الجنين، وما بعد الولادة أيضاً. يؤدي الحمل الى تغيرات كبيرة في أيض الفيتامينات، فتزيد حاجة الأم لها، وكذلك حاجتها الى حامض الفوليك في مراحل معينة من حياتها، منها الحمل والارضاع، أو استهلاك وفرط للكحول والتدخين وتناول أدوية معينة.
لهذا السبب، على المرأة الحامل تناول كميات أكبر من الفولات، لتلبية حاجة النمو السريع والكبير لأنسجة الأم والجنين على حد سواء. ولتأمين حاجة الجسم لهذه العناصر، يمكن استهلاك كميات أكبر من الخضراوات الورقية والقرنيات والحبوب الكاملة والبيض والكبد والبرتقال.. وللسبب نفسه، للأم دور أساسي في حياة طفلها وصحته، فمن خلال الاهتمام بنفسها وغذائها، تؤمن لصغيرها الحماية والنمو الطبيعي السليم، إذ أن كل نقص غذائي لهذه الفيتامينات والأملاح المعدنية، تعاني منه الأم، ينعكس مباشرة على جنينها بشكل سلبي، فهذا النقص خلال فترة الحمل، يؤدي الى تشوّهات خلقية لدى الطفل، وهذا ما يجب معرفته من قبل كل أم، خصوصاً الأمهات اللواتي لا يعرن اهتماماً كافياً بصحة أطفالهن وحياتهن، إذ أن مسؤولية الأمهات مهمة وأساسية في هذا الجانب، والابتعاد عن الهوس بالاهتمام بشكل أجسامهن وتغيرها بسبب الحمل، والاهتمام بعدم زيادة الوزن خلاله، كل هذا يؤدي الى عواقب غير حميدة ومؤثرة سلباً. وقد بيّنت دراسات عديدة، إن الفولات لا تنحصر أهميتها فقط في حياة الأم وصغيرها، فقد تبيّن أن للفيتامين (ب-9) تأثيراً واضحاً على نمو السرطانات المختلفة، ومنها سرطان المعدة والثدي، إذ أن نقصه ينشط تكوين السرطان، وكل تدعيم غذائي له مفعول حمائي كبير.
وتأكدت العلاقة الوثيقة بين استهلاك حامض الفوليك وسرطان القولون، كما بين اكتشاف حصل مؤخراً في جامعة اكسفورد، إن خطر الإصابة بمرض (الزهايمر) يتأثر بالكميات الداخلة الى الجسم من هذا الفيتامين، يمكن تقليل هذا الخطر بفعالية كبيرة عند استهلاك ما يكفي من فيتامين (ب-9)، الى جانب الفايتامين (ب-12).
وأخيراً نقول: إن طعامنا أساسي لحياتنا، فلا يظنن أحد أن الانقطاع عنه او الاقلال منه لغاية جمالية لنفسه خدمة صحيحة. فنحن نعتمد على نوعية طعامنا وكمياته المطلوبة، وكل تغيير فيها من زيادة أو نقصان له تأثير مباشر وسلبي على صحتنا، إن لم يكن على المدى القريب، فسيكون على المدى البعيد حتماً...
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat