خصلتان كريمتان يتمنى المرء أن يراهما متجسدتين في أبناء مجتمعه، فالقناعة كنز، والالتزام بالموقف الصالح طبع كريم.. وكان ذلك واضحاً في شخصية بائع (للبخصم- نوع من المعجنات) اسمه سلمان الحلاوي، وهو رجل بسيط فقير يعيش على بيع (البخصم) حاملاً إياه في طبق كبير على رأسه كل صباح. ينتقل ما بين محلة المهدية، وجبران في الحلة. ينتظر أصحاب بعض الدكاكين والأطفال كي يشتروا منه، فهو رجل محبوب يحترمه الجميع.
يلتزم ببيع 25 قطعة (بخصم) في محلة المهدية، ويبقي 25 قطعة لمحلة جبران. هكذا مبدأه في البيع. أحياناً يختبره البعض من أهل المهدية، فيدفعوا له سعراً مضاعفاً لبيعهم ولو قطعة واحدة، لكنه يأبى ويجيبهم: (إذا بعتهن كلهن بالمهدية، لعد لأهل جبران شيبقى.. أنا معاميلي رضاهم أهم من راحتي والفلوس.. في أمان الله) ويذهب مسرعاً إلى أحبائه في محلة جبران.
ودعوة لكل مسؤول في توزيع الخدمات والإعمار، الالتفاتة الطيبة لكل محافظات العراق، فالشمال عزيز ولكن لا يهمل الوسط والجنوب، فخيرات العراق من حق الجميع، فلا تمايز ولا محاباة وكما يقول المثل: (عشرة برحل واحد بـ...)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat