صفحة الكاتب : عبد الملك كمال الدين

من تراث الاحتلال البريطاني وعلاقته بالأقلية اليهودية
عبد الملك كمال الدين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  كانت الأقلية اليهودية في العراق تشتغل بأخطر الأعمال التجارية والمصرفية، وتميزت بالتلاعب فيها، وتسعى دائماً الى حماية أجنبية، وتاريخها الطويل يؤكد هذه الحقيقة، ولها في العصر الذي كانت فيه في العراق أدوار خطيرة في الحياة الاقتصادية، وكان معروفاً سعيها الى حصر جميع المفاصل المالية بأيديها، سواء كانت تجارية أو صناعية، استعداداً ليومهم الموعود الذي سيأتي فيه (الماشح) وهو المسيح المخلص الذي يعتقد به اليهود أنه هو سيظهر في نهاية العالم، ليقضي على دولة الظلم والفساد والطغيان، ويعيد الى الأرض العدل والسلام، ويمكن اليهود من الاستحواذ على العالم. وتاريخ اليهود الأثرياء يدل على اشتغالهم بالربا، وهذا مشهود لهم في تاريخ الجزيرة العربية قبل الاسلام وبعده، وكانت لهم الحظوة في زمن الدولة الأموية والعباسية والعثمانية والى ما بعد الاحتلال الانكليزي للعراق، حيث كانت أمانيهم وأحلامهم أن يدوم الاحتلال البريطاني حتى وصل الحد بهم الى الترحيب واقامة حفلات الاستقبال للضباط البريطانيين، وكان أكبر الاحتفالات لتكريم الجنرال (مود) - فاتح بغداد كما يسمونه - وكان هذا الحفل مقاماً في مدرسة (الإليانس)، وهي تضم مجموعة كبيرة من المدارس اليهودية لمختلف المراحل في مدن العراق من الشمال الى الجنوب.

 وقد انبرت الهيئة المؤسسة لهذه المدارس، وقالت: إن بغداد حالفها التوفيق؛ لأنها صارت تحت هذا الحكم (النزيه الشريف)، وقد التمس ممثل الأقلية اليهودية في العراق من سلطة الانتداب البريطاني بقاء العراق تحت حكم الاحتلال، واعتبار الأقلية اليهودية رعايا بريطانيين، ولا غرابة في ذلك، حيث أن سلطة الاحتلال والمندوب السامي البريطاني (برسي كوكس) أوصى خيراً بيهود العراق، حيث استفادوا من حاجة الادارة الجديدة للموظفين في دوائر الدولة، حيث أتاح لهم المستوى التعليمي الذي كانوا عليه ومعرفتهم اللغات الأجنبية احتلال كثير من الوظائف العامة في الجهاز الاداري.
 وأيضاً كان لليهود في زمن الاحتلال العثماني الحظوة والمكانة المرموقة، حيث حصلوا على موافقات من السلطة العثمانية لتوطين يهود أجانب في العراق.
 ومما يذكر أن الأقلية اليهودية كان لها ممثلون في مجلس الأعيان العراقي، وكذلك في مجلس النواب زمن الحكم الوطني بعد نهاية زمن الاحتلال الانكليزي من عام (1920) واستمر لسنوات عديدة، حتى نهاية الأربعينيات من القرن المنصرم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الملك كمال الدين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/05/04



كتابة تعليق لموضوع : من تراث الاحتلال البريطاني وعلاقته بالأقلية اليهودية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net