فوائد لغوية ألقاب علي أمير المؤمنين (ع)
الشيخ حمزه ابو العرب
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ حمزه ابو العرب

وردت في اللغة العربية، ألقاب لعلي أمير المؤمنين (ع) أكثرها ما كان يرتبط بأفعال واكبت شجاعته أو علمه أو ربما كانت مقولة من مقولاته (ع). لقد تناثرت هذه الألقاب هنا وهناك في بطون الكتب فتوارت عن الأنظار يعلوها غبار النسيان!! مما حداني أن أميط عنها ذلك الغبار فاستظهرها إلى العيان بعد خفاء طويل.. ومن تلك الألقاب:
القـَرْم: بفتح القاف وسكون الراء: معناه الفحل الذي يترك من الركوب والعمل. قال ابن منظور في{ لسان العرب/ مادة قرمة}: المقرم: البعير المكرم الذي لا يحمل عليه، ولا يذلل ولكنه يكون (للفِحْلة بكسر الفاء وسكون الحاء) و(الضِراب بكسر الضاد) والمراد بكلمة (الفِحْلة والضراب): هو نزو الفحل على الناقة. قال ابن منظور: وإنما سُمي السيد الرئيس من الرجال {المقرم} لأنه شبه بالمقرم من الأبل، لعظم شأنه وكرمه عنده. قال ابن منظور وفي حديث علي:{ أنا أبو الحسن القرم} أي المقرم في الرأي، أي أنا فيهم بمنزلة الفحل في الأبل، أي المقدم في المعارف وتجارب الأمور.
ومما مر نستشف من قول علي (ع) أنه كناية عما كان عليه من التميز والانفراد بين الصحابة، بما يحمله من صفات ومؤهلات عز وجودها في غيره مما جعله مرجع الصحابة، ومفزع الأمة في معظلات المسائل.
الحُطم، القـُضم:
هذان اللقبان وضعتهما قريش على علي أمير المؤمنين (ع) يوم رأته وهو فتى من الفتيان، ويوم رأته وهو بطل في الميدان.
إن {الحُطـَم بضم الحاء وفتح الطاء} هو: العسوف العنيف (لسان العرب/ مادة قطم) والعسوف وزان فعول صيغة مبالغة ومعناه: كثير العسف، والعسف هو الأخذ بقوة.
أما القضم: فهو الأكل بأطراف الأسنان (مختار الصحاح/ باب قضم)
يقول ابن منظور في (لسان العرب/مادة قضم): كانت قريش إذا رأت عليا تحذر منه وتقول: {احذروا الحطم، احذروا القضم، أي الذي يحطم الناس فيهلكهم. هكذا فسر ذلك ابن منظور.
كان علي يعمل إلى فتيان قريش فيأخذ المتجرئ منهم على رسول الله (ص) من عضو من أعضائه فيوجعه ألماً دون أن يلقى في ذلك عناءً، مما يجعل ذلك الفتى يفر من بين يدي هارباً منه لا يلوي على شيء، وكانت قريش تحذر منه كذلك إذا رأته في الحرب لأنه كان إذا علا قد وإذا اعترض قط.
قال ابن منظور في لسان العرب/ مادة قد: {القد: القطع المستأصل والشق طولاً أو هو القط المستقيل..ضربه بالسيف فقده بنصفين.
وفي الحديث إن عليا (ع) كان إذا اعتلى قدَّ وإذا اعترض قطَّ. وفي رواية: كان إذا تطاول قدَّ وإذا تقاصر قط أي قطع طولاً وقطع عرضاً.. هكذا جاء في لسان العرب.
كانت شجاعة علي (ع) ممزوحة بالأريحية، فكان لا يجهز على جريح، ولا يتبع مدبر ولا يقتل مستسلماً ولا يبدأ بقتال. وكان يوصي ولده الحسن (ع) قائلاً: {لا تدعون إلى مبارزة، فإن دُعيت إليها، فأجب، فإن الداعي باغ، والباغي مصروع}
وأخباره (عليه السلام) في الحرب أشهر من أن تذكر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat