صفحة الكاتب : عبد الملك كمال الدين

من تراث المجالس النيابية في خمسينيات القرن المنصرم
عبد الملك كمال الدين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 تناول الكتابة في التراث استذكار لماضي الأمة والأمم والشعوب العريقة، تزهو وتعتز بماضيها بما فيه من بصمات معرفية ونضالية، وقد يحتمل ذلك السلب والايجاب وهذه حالة صحية لا شائبة في ذلك، فالكمال لله وحده، أما المخلوقات فهي بلا شك عرضة لما هو حسن أو سيء، وبلدنا العراق عريق بحضارته، فهو الأول في تاريخ الحضارات البشرية والواقع لا يحتاج الى دليل. 

حقيقة ارتأيت أن أتناول جانباً ديموقراطياً في الواقع العراقي في الزمن الفائت، ولربما القارئ الحصيف بمقدوره المقارنة بما كان وما هو كائن ورأيه حر ومحترم، وهكذا علمتنا اخلاقنا ورؤانا آنذاك، وعن ذكريات المجلس النيابي العراقي في خمسينيات القرن المنصرم، ففي الجلسة المنعقدة في 6 آذار عام 1950م حدثت مشادة كلامية بين بعض النواب في البرلمان على لائحة مهمة تخص سلامة أمن البلد واستقراره، ففرضت تلك اللائحة على مجلس النواب.
 وبعد الاطلاع عليها عارضها بعضهم، وقرروا الاستقالة لعدم قناعتهم بمجريات مناقشة المجتمعين تلك اللائحة، وبادروا بالكتابة الى رئيس مجلس النواب بهذا النص:
 (تعبر الأمم الحية مجالسها النيابية معاقل حريتها وحصنها السياسي له قدسيته وحرمته، وعندما شرفتنا الأمة بتمثيلها، أقسمنا اليمين الدستورية على القيام بواجباتنا النيابية، أما وقد ثبت لنا للرأي العام من سير المناقشات في المجلس أن هناك خطة للحيلولة دون تمكيننا من أداء هذه الواجبات، تارة بمقاطعة الخطباء وإحداث الضجيج وحرماننا حقنا في ابداء الرأي، فضلاً عن صدور عبارات نابية تلحق اهانة بمجلس النواب بمجموعه، مما يخالف التقاليد البرلمانية، وطوراً في عدم تطبيق أحكام النظام الداخلي، حيث يجري ذلك في وقت نشعر بأن البلاد مقدمة على مرحلة خطيرة، واحداث تتصل بكيانها وكرامتها ومصيرها، مما جعلنا نعتقد أن هذه الأساليب والتصرفات يقصد من ورائها خنق صوت المعارضة، واضاعة الأهدف الأسمى من قيام نظام برلماني سليم، ذلك الهدف الذي بذل الشعب العراقي في سبيل الوصول اليه ما بذل من التضحيات الجسيمية في الأرواح والأموال.. لذلك فإننا لا نتحمل مسؤولية إهانة الأمة والاعتداء على كرامتها، هذا ما جعلنا لا نتقبل هذا الوضع، لذلك نتقدم باستقالتنا من النيابة لنرجع للأمة أمانتها). (المستقيلون 37 نائباً)
حقيقة ما دفعني لكتابة هذا الموضوع، هو الاشارة الى ديمقراطية النظام البرلماني في الخمسينيات؛ لأقدم دليلاً على وطنية وإخلاص البرلماني العراقي آنذاك لا أكثر، وأتمنى أن تكون هذه الممارسات سُنة حسنة يُحتذى بها، لإحقاق حقوق الشعب.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الملك كمال الدين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/04/23



كتابة تعليق لموضوع : من تراث المجالس النيابية في خمسينيات القرن المنصرم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net