صفحة الكاتب : الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

على ضفاف الانتظار(101)
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قبابٌ من نور


وردَ في بعضِ الرواياتِ ما يُشيرُ إلى أنَّ الإمامَ المهدي عندما يأتي إلى النجفِ الأشرف أو (ظهر الكوفة) فإنّه سيأتي بواسطةِ (سبع قباب من نور)، وذكرتِ الروايةُ أنَّ الناسَ لا يعلمون في أيّ قُبّةٍ منها هو موجود، فقد رويَ عن جابر قال: قالَ أبو جعفر في قولِ اللهِ (تعالى): ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾  قال: ينزلُ في سبعِ قبابٍ من نورٍ، لا يُعلَمُ في أيّها هو حين ينزلُ في ظهرِ الكوفة، فهذا حين ينزل. 
ومع غضِّ النظرِ عن سندِ الرواية ، هُنا عِدّةُ إشارات:
الإشارة الأولى: قد يخطرُ إلى الذهن: أنَّ نزولَه في قِبابِ النورِ يعني أنّه ينزلُ بأطباق طائرة، كمثل الذي تُصوّره لنا اليومَ الأفلامُ العلميةُ وغيرها...
وهو أمرٌ معقولٌ في حدِّ نفسِه، خصوصًا إذا لاحظنا الرواياتِ التي أشارتْ إلى التطوّرِ العلمي الهائلِ الذي يُحدثُه هو عندما يخرج، فقد وردَ عن أبي عبد الله أنّه قال: «العلمُ سبعةٌ وعشرون حرفًا، فجميعُ ما جاءتْ به الرُسلُ حرفان، فلم يعرفِ الناسُ حتى اليوم غيرَ الحرفين، فإذا قامَ القائمُأخرجَ الخمسةَ والعشرين حرفًا، فبثّها في الناس، وضمّ إليها الحرفين، حتى يبثَّها سبعةً وعشرين حرفًا«. 
ويُمكِنُ أنْ نُعطيَ تصوّرًا لذلك، وهو: أنّه سينزلُ بواسطةِ طائراتٍ مُتطوّرةٍ وبشكلٍ يحسبُه الرائي نورًا، الأمر الذي عبّرَ عنه الإمامُ الباقرُ في الروايةِ بقباب النور، إذ إنّه كانَ يتكلّمُ مع الناسِ على قدرِ عقولِهم أو بما يفهمونه من اصطلاحات، فلم يُعبَّرْ عنها بالطائرة.
وقد يُقالُ: إنَّ المقصودَ من (النزول) هو الوصولُ إلى ظهر الكوفة، فتقول: نزلت في المكانِ الفلاني إذا وصلت إليه، وليس بالضرورةِ أنْ يكونَ النزولُ من السماء، فيكون المُرادُ من الروايةِ: أنَّ المركبَ الذي سيستقلّه الإمامُ المهدي إبان الظهورِ سيكونُ مُتطوّرًا جدًا بحيث إنَّ من يراه يحسبُه من نور.
اللهم إلا أنْ يُقالُ: إنّه وبقرينةِ ورودِ الروايةِ في ذيلِ الآية التي وردَ فيها نزولُ الملائكة، فإنَّ المُرادَ من النزولِ هو من السماء.
الإشارة الثانية: يُمكِنُ تصوّرُ هذه المسألةِ تصوّرًا علميًا آخر، بأنْ يُقال: إنّه فعلًا يأتي بقبةٍ من نور، الأمر الذي ربما يتلاءمُ مع الآيةِ التي وردتْ هذه الروايةُ في ذيلِها (في ظللٍ من الغمام)، ولا مانعَ من هذا التصوّرِ في حدِّ نفسه.
الإشارة الثالثة: الروايةُ تُشيرُ إلى جانبٍ تكتيكي عسكري، فالإمامُ سيأتي موكبُه في سبعةِ مراكبَ متشابهةٍ، وهو في أحدِها، ولا يعلمُ أحدٌ في أيّها هو، الأمرُ الذي يعني إجراءً عمليًا وفنيًا في تضييعِ الفرصةِ على من يُريدُ اغتيالَ الإمام مثلًا، وهذا أمرٌ مُتعارفٌ هذه الأيام عند القادة، خصوصًا في الأوضاعِ السياسيةِ الحرجة، ولا شكَّ أنَّ نزولَ الإمامِ في النجفِ سيكونُ في بدايةِ ظهورِه المُبارك، حيثُ الحرب في بداياتها، وحيث لم يتم تطهيرُ الأرض بعدُ من المُعارضين والأعداء.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/05/01



كتابة تعليق لموضوع : على ضفاف الانتظار(101)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net