إن الأعداء وأدواتهم يخططون (1) آفة الإلحاد من يقف ورائها؟
حنان محمد البدري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حنان محمد البدري

عندما تردد إلى اسماعنا على لسان ممثل المرجعية، هذه العبارة تسائلنا حينها، إلى اي حدّ يمكن أن تصل خطط الأعداء؟ هل سيكتفون بتدمير وخراب البلد، ونشر الفوضى, أو تشجيع الأقتتال الداخلي، أم تتعدى خططهم اكثر من ذلك؟
لكن ادركنا مؤخراً، إن خطط الأعداء وصلت حد إستهداف الهوية الثقافية والدينية للمجتمع، وسعت إلى ذلك بشتى الطرق، واستخدمت عدة إساليب منها؛ ماكان واضحاً مثل: استخدام الإعلام، والأفلام، والمسلسلات، ومواقع السوشيال ميديا، التي تعتبر من أشد الأدوات خطورة؛ لأنها وصلت لكل فرد من أفراد المجتمع، ومنها ماكان مبطناً تحت عنوان الثقافة، والتطور، والعولمة مستغلة دعاوي الديمقراطية، والحرية، وحقوق الانسان؛ وذلك لخلق فجوة بين الفرد، ودينه، واعرافه، وتقاليده وقيمه.
المؤسف في الأمر، هناك من تأثر بهذه الأفكار، وإنجر خلفها، فبدأت تطفو على الساحة تصرفات غريبة، ولاتمت لهوية المجتمع العراقي بأي صلة ،ومن أمثلة هذه التصرفات انتشار ظاهرة الالحاد في المجتمع العراقي، من فعل هذا؟ ومن هي الأيادي الخفية التي تلاعبت بعقول وافكار الشباب حتى اوصلتهم لدرجة انكار الدين؟
نحن نعلم ان الدين هو من الثوابت الراسخة في المجتمع العراقي؛ لكننا نلاحظ هذه الأيام تنامي فكرة الالحاد داخلة، عن طريق مجاميع بدأت بالتشكيك بتلك الثوابت و بدأت بترويج بعض الافكار الغريبة مثل؛ صدفة خلق هذا الكون، ويدّعون التناقض بين الدين، والعقل ويتجاهلون أن الاديان السماوية تدعو للتدبر، والتفكر، ولاتحارب العقل والمنطق.
ومن الذرائع التي اتخذتها هذه الجماعات؛ ذريعة الاحزاب الاسلامية الفاسدة(المتأسلمة) التي حكمت البلاد بعد عام 2003، والتي رفعت شعارات دينية، ونظمت ايديولوجيتها وفقاً للدين الاسلامي الحنيف؛ لكنها اساساً كانت تعمل بخلاف مايمليه عليها الدين، واثبتت فشلها بأدارة البلاد رغم سيطرتها على القرارات السياسية، ومقدرات البلاد، بالأضافة الى تبني بعض الشخصيات السياسية خطاب طائفي، وتقسيم المواطنين على اسس مذهبية، وتشجيع الصراعات الطائفية؛ حتى وصل الأمر الى ارتكاب جرائم مقززة بأسم الدين ودفعت بعض الناس لكرهه، والنفور منه، ولاننسى الجماعات الارهابية التكفيرية، التي اخذت من الدين غطاءً لها؛ لتنفيذ جرائم يندى لها جبين الانسانية، وكانت تحت شعارات دينية، والحقيقة أن الدين الاسلامي بريء منهم لأنه؛ دين انسانية، ورحمة وبعيد كل البعد عن هذه الجرائم.
أما الجماعات الالحادية والتي تخضع لمخطط خارجي استغلت هذه الاسباب، وتمكنت من السيطرة على عقول بعض الشباب الغير مثقفين دينياً، وجعلتهم ينفرون من الدين، وساعدهم في ذلك انتشار مواقع التواصل الاجتماعي؛ التي اصبحت مصدراً لبث السموم في المجتمع، والتي كانت منبراً للنقاشات السقيمة غير المجدية، بين الملحدين، وغير المثقفين دينيا من عوام الناس، اصحاب المعلومات البسيطة، والذين هُزِموا امام الملحدين المتمرسين، الذين ينفذون مؤامرة كبيره ضد الدين الاسلامي، ومواجهة مثل هؤلاء يجب ان تقتصر على العلماء الذين يستطيعون ردعهم بالحجج والبراهين القاطعة.
نحن اليوم أمام مؤامرة كبيرة، وعلى الجميع الانتباه إليها وعدم التراخي في مواجهة هذه الآفة، والعمل على احتضان الشباب، وتبيين الحقيقة لهم بأسلوب لين، وعدم مهاجمتهم بشدة، وعلى المنابر، والمؤسسات الدينية أن يلعبوا دوراً كبيراً في هذا الموضوع؛ لأن هذه المسؤولية تقع على عاتقهم، وايضاً يجب ان يكون هناك موقف رسمي؛ وذلك حسب المادة 42 التي تنص بمعاقبة كل من يمس الذات الالهية بالحبس.
سلسلة: (الأعداء وادواتهم يخططون)
الحلقة الأولى…
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat