الفايروسات كائنات ضارة، تستهدف جسم الإنسان؛ وقد تسبب أحياناً هلاك الآف البشر، مثل فايروس كورونا الذي أطاح بأعداد كبيرة من الناس، في أماكن مختلفة من العالم.
لكن هناك فايروسات أخطر بكثير من الفايروسات المرضية؛ إلا وهي الفايروسات الأجتماعية، فهي لاتهاجم جسم الأنسان؛ بل تستهدف فكره، وتقوم بتغيير معتقداته، وقيمه وأخلاقه، مثل فايروس الجندر؛ الذي كثر الحديث عنه في الآونة الأخيرة، بعدما تفاجأ الناس، بمحاولة إدخال هذا المفهوم البغيض في المجتمع، بإسلوب ناعم، تحت عناوين الحرية، وحقوق المرأة؛ ولكن في واقع الحال مفهومه شيء آخر، بعيد كل البعد عن ما يروج له؛ حيث تم ترجمته بشكل خاطيء، لكي يسهل خداع الناس،لكن معناه بإختصار رغم محاولة جعله غامضاً؛ هو وسيلة لألغاء الفروق البيلوجية، ورفض الإختلاف بين الذكر، والأنثى رغم إن هذا هو أصل الإنسان، كما ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى ).
ويستخدم مفهوم الجندر، ايضاً في تقارير الأُمم المتحدة للمرأه، ليس من أجل تحسين دورها في المجتمع ،ولكن ايضاً لفرض فكرة حق الأنسان في تغيير هويته، والأدوار المترتبة عليها، والإعتراف بالشذوذ الجنسي، وفتح الباب على ادراج حقوق الشواذ من زواج المثليين، وتكوين أُسر غير نمطية، يطلقون عليها مسمى Non Stereotyped Familles، مما يؤدي إلى إضعاف الأُسر الشرعية، وتغيير الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.
قامت الحكومة السابقة، ودون أن ينتبه الناس، بالتوقيع على بعض الأتفاقات؛ التي تدعم هذا المفهوم، حتى إن بعض السياسيين قاموا بالترويج لهذا المشروع، تحت شعارات حقوق الأنسان، وتمكين المرأة، حتى لاحظنا في الفترة الأخيرة قيام بعض الوزارات بتداول كتب رسمية، تحتوي على هذا المفهوم، مثل وزارة الصحة التي استحدثت اقسام تعني بهذا المصطلح، ووزارة التخطيط، ووزارة الأسكان.
ماعلاقة وزارة الأسكان بالجندر وماعلاقة قانون الموازنة به، لكي يتم تخصيص مبالغ لتنفيذ هذا المشروع، من هي السلطة الحقيقة وراء هذا المشروع؟ وكيف أستطاعت برمشة عين أن تخضع الحكومة العراقية ووزاراتها، أن تتبنى مشروع مخزٍ، ينافي ديننا، وعاداتنا، ومعتقداتنا، يمكننا أن نقول، إن القوة التي تقف خلفه، قوة كبيرة، ومتنفذة، ولها سلطة أكبر مما نتصور، وهي تعمل على مستوى العالم؛ فهي تعطي لهذا المشروع أولوية، حتى إنها مستعدة لفعل إي شيء من أجل نجاحه.
جاء هذا المشروع للعراق جاهزاً، وربما قام البعض بالتكلم عنه دون فهم معناه؛ لأنه جاء مكتوب مع تعليمات مشددة، بعدم المساس بأي حرف فيه أو تغييرة.
ومما يثير التعجب، قامت العجوز بلاسخارت بتدخل سافر بشؤوننا الداخلية، وهي تهدد العراق، بلغة مبطنة وتربط إستقراره، بقبول مصطلح الجندر، وعدم إصدار أي قرار بحظره داخل العراق.
لكنها كانت واهمة.. فقد قالها سيد النجف: (العراق سيد نفسه يحكمه أبناؤه ولا دور للغرباء في قراراته) ومن المستحيل، أن نسمح لأي جهة مهما كانت، بتمرير هذا المشروع المخزي، ولهذا انتفض جميع الشرفاء بالوقوف ضده، وعلى رأسهم الحوزة العلمية، بفقهائها وأساتذتها، وخطباء المنبر؛ حتى شكلوا جبه’، أجبرت الحكومة بحظر هذا المصطلح في دوائر الدولة، وايضاً استبدال مصطلح المثلية الجنسية بمصطلح الشذوذ الجنسي، ونأمل أن يقوم مجلس النواب بتشريع قانون، يجرم الجندرية، وكل من يروج لها.
على المجتمع ايضاً ان يأخذ دوره، ويحصن نفسه، ويُكّون مناعة مجتمعية ضد هذا الفايروس، وبقية الفايروسات التي على شاكلته؛ من أجل الحفاظ على هويتنا الثقافية، التي أهم ركائزها الدين الأسلامي الحنيف، والتي يخطط الأعداء لطمسها، كما عبر عن ذلك مرجعنا المفدى السيد السيستاني( دام ظله) حين أجاب عن سؤال لصحيفة الواشنطن بوست، عن أكبر خطر يهدد العراق، فكان ردة " طمس هويته الثقافية التي من أهم ركائزها الدين الأسلامي الحنيف" وهذا المشروع واحد من المشاريع، التي يخطط لها الأعداء؛ لذلك يجب أن نكون حذرين ومتيقظين وأن نتمسك بديننا وثوابتنا وعلمائنا لأنهم سيأخذون بإيدينا إلى بر الأمان.
الأعداء وأدواتهم يخططون ( الحلقة 9)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat