صفحة الكاتب : حنان محمد البدري

الغرب وحقوق الإنسان.. الكذبة التاريخية الكبرى
حنان محمد البدري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ أن أبصرت عيننا الدنيا، ونحن نسمع عن إنسانية الغرب، ومعاملتهم الجيدة، وعن مراعاتهم لحقوق الأنسان ،حتى إن المسافر أو المهاجر عند عودته، يكون شغله الشاغل هو التحدث عن ماشاهده هناك، عن إحترام الإنسان، والعطف على الحيوان؛ فيبدأ بسرد القصص عن قطة محصورة في مكان ما، وكيف يهرع الجميع لمساعدتها، وكنا نستمع لذلك بكل دهشة، ونتسآئل في داخلنا، لماذا لانصل لتلك الدرجة من الإنسانية؟ أليس نحن المسلمون أولى بذلك؛ لأننا نعتق دين الرحمة والأنسانية؟
لكن يوم بعد آخر بدأت تنكشف الحقائق، وماشعارات حقوق الإنسان إلا وهم، وكل تلك التصرفات ماهي إلا غطاء عن توحشهم، وإجرامهم وماتلك القوانين والشعارات التي صدعوا رؤوسنا بها، إلا أدوات لإستعباد الشعوب، فتحت هذه القوانين دُمِرت الكثير من البلدان، مثل: العراق، وليبيا، وسوريا، والسودان، ودول أفريقية، ودول آسيوية، وتحت ذريعة حقوق الإنسان، وبإسمها حوربت كل قيم الأمم المخالفة لقيم الغرب، فالعالم كله مخدوع بكذبة القرن العشرين الكبرى ؛ التي صنع بها الإستعباد والطغيان السياسي، وبإسمها انتهتك سيادات دول، ودمرت هوياتهم؛ فتلك القوانين تطبق حسب أهواء ورغبات تلك الدول، والأمثلة لا تعد ولا تحصى على ازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولي وأقطابه الكبرى، التي تمارس هذه الازدواجية البشعة بكل وقاحة، ولا تخجل من ترويج ادعاءاتها الكاذبة، بشأن حقوق الإنسان، ومثال على ذلك موقفهم المساند لأوكرانيا؛ حيث كانت تقوم بمساعدتهم بالإسلحة والغذاء؛ بالإضافة إلى إصدار قرارات من مجلس الإمن لحمايتهم، والمطالبة بوقف إطلاق النار، وإصدار عقوبات ضد روسيا، أما جرائم الحرب والإبادة الجماعية، التي يقوم بها الكيان الصهيوني، تعتبرها دفاع عن النفس ،ولاتصدر ضدها إي قرار أممي، بل على العكس تستخدم حق الفيتو، ضد أي قرار لوقف إطلاق النار، في حين تنظر لمقاومة الشعب الفلسطيني، وحقه في التحرر، وتقرير المصير على إنها إرهاب، ويجب القضاء عليه؛ بل يعتبرون الفلسطينيين ليسو بشراً، بل هم حيوانات بشرية، كما صرح بذلك وزير الدفاع الصهيوني: ("لقد أمرتُ بفرض حصار كامل على قطاع غزة، لن يكون هناك كهرباء، ولا طعام ولا وقود، كل شيء متوقف، نحن نقاتل حيوانات بشرية، ونتصرف وفق ذلك") هذه التصريحات، كانت بمثابة إعلان إبادة جماعية على سكان غزة،
فهذا التصريح وحده، كافي لكي يدان الكيان الصهيوني؛ فهو حسب الدساتير والقوانين التي وضعتها مايسمى بالدول الكبرى او العظمى، جرائم حرب ،جرائم إبادة جماعية، جرائم ضد الإنسانية، وغيرها من القوانين التي تعتبر حبراً على ورق، فامريكا والغرب بأكمله يساندون هذا الكيان؛ لإرتكاب هذه الجرائم وتطبيقها حرفياً كما إنها مستمرة بإمداده بالسلاح والدخائر، ورصدت له ميزانية ضحمة، كما وفرت لهم الغطاء الدولي والسياسي، وأعطتهم الضوء الأخضر لإبادة غزة.
ماحدث ولا زال يحدث في غزة لايمكن تسميته حرب إجرامية، أو ابادة جماعية فقط، بل هو توحش إجرامي همجي مروع، كما عبرت عن ذلك المرجعية الدينية العليا في بيانها بعد اجتياح غزة، يوم 9/10/2023 ( إن العالم كله مدعو للوقوف في وجه هذا التوحش الفضيع، ومنع تمادي قوات الإحتلال عن تنفيذ مخططاتها؛ لإلحاق مزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني) 
هذا الكيان الأرهابي اليهودي المتوحش المدعوم من أمريكا وأوربا، الذي استهدف الإطفال الرضع، والمدنيين بالأسلحة المحرمة دولياً، حتى المستشفيات، ودور العبادة والكنائس ،ومقرات الأمم المتحدة، لم تسلم من هذا التوحش، بل لم يسلم حتى الحيوان والشجر والحجر منهم .
مَنْ يوقف هذا الحقد الأسود مَنْ ينقذ اطفال غزة من الموت، الذي يحيط بهم في كل مكان، فمن لم يمت بالقنابل والصواريخ يموت جوعاً؛ بسبب الحصار الخانق، الذي يتعرض له هذا الشعب المظلوم، على مرأى ومسمع العالم بأكمله، حتى الدول العربية وقفت موقف المتفرج، حتى انها أغلقت حدودها مع غزة، فلم يبقى في شوارع غزة مايؤكل سوى الحيوانات، كما قالت إحدى النساء الفلسطينيات، لكن حتى الحيوانات بدأت بالموت جوعاً.
هذه الحرب ومافيها من مواقف، تقول وبوضوح لمن كان يؤمن بالغرب، وعناوينه، وشعاراته الانسانية، عليه أن يستيقظ، ويسقط هذه الشعارات من وعيه وضميره، فما يسمى بالقانون الدولي، ومايسمى بحقوق الإنسان، وماتسمى بقيم الديمقراطية، مجرد كذبة تاريخية كبرى، روجها الغرب واستخدمها لإبادة شعوب بأكملها، ورمى بها الآن في مزبلة التاريخ، حين تعلق الأمر بالشعب الفلسطيني فهذه القوانين، هي مجرد حبر على ورق، وتطبق فقط على الدول الضعيفة.
فياشعوب العالم عليكم أن تعلموا حقيقة واحدة، مايحميكم هو قوتكم وسلاحكم، وليس المنظمات والشعارات، والقوانين الدولية الكاذبة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حنان محمد البدري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/03/11



كتابة تعليق لموضوع : الغرب وحقوق الإنسان.. الكذبة التاريخية الكبرى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net