التعليم في العهد العثماني (الأسطة الملا حسون)
عبد الملك كمال الدين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الملك كمال الدين

اشتهر هذا الاسم العلم بين كتاتيب بغداد ما قبل سنة(1286هـ - 1868م)، وبطبيعة الحال الملا المشهور يستقطب غالبية الأولاد الصغار، ومعظمهم من الطبقة ميسورة الحال، وهذا ما يميّزه عن غيره من (الأسطوات).
و(الأسطة) يلوِّح بعصاه المعقوفة (الخيزرانة) وهي من ضروريات هيبة (الأسطة الملا حسون)، وهذا شيء لافت للنظر، فيظهر (الملا) معتلياً ظهر حماره يجوب الأزقة قاصداً مكتبه المفروش بالحصران، وهو يستقبل صفاً طويلاً من الصغار والكبار، يحملون سعف النخيل، ملوّحين به ابتهاجاً بوصول معلمهم (الأسطه الملا حسون) وسط التصفيق والهتاف وزغاريد الأمهات فرحاً بوصوله سالماً.
علماً أن (الخلفة نائب الملا) قد هيّأ ساحة المكتب (مكنوسة ومرشوشة) بالماء، وهذا (الخلفة) أشدّ خوفاً واحتراماً عند الصغار والكبار؛ لأنه هو من يمسك قدمي من يعاقبه (الملا بـالخيزرانة)؛ لتأخره، أو غيابه، أو عدم استيعابه (الأجرومية).
وبلاشك فأن الطلاب وعوائلهم على ثقة بأن (الملا) لا يلجأ للعقاب إلا في الحالة التي تستوجب ذلك، وهدفه أولاً وآخر الحرص على فائدة طلابه، وهو يتفانى في رعايتهم ومتابعتهم داخل المكتب وخارجه اجتماعياً ودينياً وخلقياً وسلوكياً محترماً من المختار وأهل المحلة وممثل السلطنة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat