بين التسمم الغذائي والفكري
د . منهال جاسم السريح
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . منهال جاسم السريح

التلوث الغذائي يتم عن طريق تكاثر أنواع من الأحياء المجهرية التي لها القابلية على إفراز المواد السامة في المواد الغذائية، سواء كانت هذه الأغذية مطبوخة بصورة جيدة أو غير مطبوخة، ومحفوظة أو غير محفوظة.. وتناولها يؤدي الى حدوث حالات التسمم الغذائي الذي تكون أبسط أعراضه الصداع والخمول، وقد تكون في غاية الازعاج، تبدأ بالتقيؤ الحاد والمغص المعوي القوي، والفشل الكلوي، وأمراض الكبد، وتستمر لعدة ساعات أو أيام، ونهايتها تكون بنتيجتين متناقضتين، إما الشفاء أو الموت.
إن حالات التسمم تعود لسببين: الأول نتيجة غش المواد الغذائية التي تباع لاستهلاكها بغية تحقيق ربح مادي، دون الأخذ في الاعتبار صحة أفراد المجتمع الذين قد يدفعون (حياتهم) ثمناً لتناولهم هذه المواد؛ والسبب الثاني هو الجهل بأبسط الشروط والقواعد الصحية من قبل العاملين في القطاع الغذائي والبائعين، ونتيجة لجهل المستهلك بكيفية إعداد الأطعمة بالطرق الصحيحة السليمة.. وعندما أكتب عن هذا الجانب في الصحة العامة، ليس لأن التسمم الغذائي حالة جديدة ومستغربة، ولكن الغريب في الأمر أن تطالعنا الصحف ووسائل الاعلام عن حالات تسمم في مختلف أنحاء العالم، وفي مختلف الفئات العمرية والمجتمعية، وفي وقتنا هذا..!.
فصحيح إن عصرنا الحديث ينوء تحت كاهل التلوث البيئي بمختلف أشكاله، نتيجة التطور الصناعي ومخلفاته البيئية السيئة، ولكن بالمقابل هناك ارتفاع مطرد في قائمة الثقافة الصحية والتوعية البيئية، والسلوكيات الغذائية الصحيحة، نتيجة الحملات الارشادية التي تقوم بها الجهات الرسمية والهيئات غير الحكومية، ووسائل الإعلام في سبيل الوقاية من الأمراض بشكل عام، والأمراض التي يكون سببها التلوث الغذائي بشكل خاص.. وأياً يكن الأمر، فالتسمم واحد بمختلف مسبباته، وله أعراض وعلاج.
إن القوانين والشروط الصحية والبيئية الموضوعة، والأجهزة المكلفة بتطبيقها، لاتستطيع أن تحقق النتيجة المطلوبة برفع المستوى الصحي والبيئي، وتغيير مفاهيمها وأطاريحها في المجتمعات، إن لم يكن كل فرد هو الرقيب والخفير على نفسه، ويمتلك الواعز الذاتي لتقبل ذلك، والعمل ضمن هذا الإطار، ويتبنى هذه المفاهيم العصرية، لكي يقي نفسه وأسرته ومجتمعه من الأمراض المختلفة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat