امتاز النشاط الرياضي قديما (وتحديدا في اواخر العهد العثماني) بصورة عديدة تنم عن رغبة ومحبة العراقي لمجاراة المجتمعات المجاورة، واشتهر بلعبة (الزورخانة)، فكانت لها امكنتها الخاصة في سراديب بعض البيوتات، وكذلك في ساحات صغيرة لبعض الحمامات؛ منها (حمام الاغا، وحمام كجو، وحمام الدشتيه، وحمام طاطران...) اضافة لحلقات خاصة في بعض البساتين القريبة في منطقة الكاظمية، وعلى شواطئ دجلة، وعندما تقام حلقة اللعب (الزورخانة) يبدأ اللاعب بالاحماء باستعمال قطع خشبية بطول (50- 70) سم على هيئة مخروط اسطواني مربوط بأحد اطرافه بحبل ناعم، ثم يبدأ اللاعبون الذين انتشروا على هيئة حلقة، برفع هذه القطع الى اعلى واسفل ثم تدويرها وسط اناشيد دينية وتكبيرات...
وغالبا مايصاحب الحلقة (طبّال) وفقا لحركات اللاعبين، واحيانا يعقب هذه اللعبة نوع من انواع المصارعة اليونانية، بعدها يدخل اللاعبون (قمرة الحمام) للتدليك والاغتسال. ومن الرياضيات التي انتشرت آنذاك لعبة كرة القدم، مصاحبة للنشاط الكشفي، وامتازت المدرسة الحيدرية الواقعة قرب مدخل زقاق خلف جامع السراي، بهذا النشاط، حيث توزع بدلات الكشافة مجانا، وهي عبارة عن سروال قصير وقميص من قماش (الخاكي)، مع ربطة توضع على الرقبة، يزين (البدلة قيطان) على الكتف بنهايته صافرة.
وكذلك كان حال المدرسة المأذونية الواقعة في ساحة الميدان، والتي شيّدها (حكمت سليمان) سنة 1908م عندما كان مدير معارف ولاية بغداد في العهد العثماني. شهدت هاتان المدرستان منافسات في كافة النشاطات العلمية والادبية والفنية والرياضية بشكل خاص؛ لأنها كانت هواية الجماهير خاصة لعبة كرة القدم التي كانت تقام فعالياتها في ساحة القلعة (وزارة الدفاع المدني) وساحة الصالحية (موقع المتحف العراقي حاليا).
وكانت فرق الكشافة تتسابق ظهر كل خميس في بساتين العلوازية والصرافية والدفاعي، اما صغار الكشافة فلهم نفس اللباس مع كوفية وعقال على الرأس.
ومن المعروف ان مدرّس الكشافة كان من أنشط المدرسين وصوته الجوهري (استرح استعد) يصدح في أرجاء الساحة... ومن الطريف ان في إحدى المباريات لكرة القدم والتي اقيمت في ساحة القلعة وحضرها الملك (فيصل الاول) وبعض الوزراء، اشتدّ اللعب وسط حماس الجمهور، فجأة هجمت (جاموسة) قادمة من (شريعة المجيدية)، ودخلت باب الساحة، وهاجمت اللاعبين والجمهور، فساد الهرج والمرج، واضطرت الشرطة للحاق بـ(الجاموسة)، وضربها بـ(الهراوات) حتى سقطت وتمت المباراة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat