صفحة الكاتب : عبد الملك كمال الدين

شارع الصحافة
عبد الملك كمال الدين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   كان ولا زال شارع جديد (حسن باشا) من أهم شوارع بغداد للأمور الطباعية والصحفية وكانت نواة المطابع مطبعة الحكومة التي شيدت بعد الاحتلال البريطاني للعراق الى جوار المتحف العراقي القديم، ولم يكن في بغداد في العهد العثماني سوى مطبعة (الولاية) الواقعة قرب السراي والتي أسسها الوالي (مدحت باشا) لطبع الأوراق والسجلات الرسمية وما يخص السراي وأمور الجندرمة وأوامر السلطنة في استامبول، ومنها صدرت جريدة (الزوراء) باللغتين العربية والتركية.
  بعد الاحتلال أغلقت مطبعة (الولاية) وكذلك مطبعة (الشابندر) واقتصر الأمر على مطبعة (الحكومة) لطبع القوانين والأنظمة واصدار جريدة (الوقائع العراقية) وكان مدير المطبعة (البرت ميسن) ويذكر أن السيد رشيد الصفار أصدر جريدة (الزهور) بدل الزوراء من مطبعته، والتي أسماها مطبعة الآداب، وكانت هذه المطبعة وما سبقها تدار باليد من قبل عمال عرفوا بسواعدهم القوية المفتولة، وكان أشهرهم العامل (الملا مصطفى).
  أما جريدة (الأخبار) لصاحبها (جبران ملكون) فقد صدرت هي وجريدة (مرآة العراق) لصاحبها ناجي صالح من مطبعة مقابل سوق الصياغ وفي الزقاق المتفرع من شارع الأكمك خانه (المتنبي حاليا) تقع مطبعة جريدة (العراق) اليومية ويصدرها رزوق غنام. أما من مطبعة (دار السلام) فقد صدرت جريدة (المفيد) لصاحبها ابراهيم حلمي، وكذلك جريدة (الرافدين) لصاحبها سامي خونده، ومن مطبعة (الاستقلال) صدرت جريدة (الاستقلال) عبد الغفور البدري، ومديرها قاسم العلوي، وكانت المطبعة مقابل الاعدادية المركزية قرب البريد. اسس عبد اللطيف القلامي جريدة (الفلاح) من مطبعة (الفلاح) خلف المتحف العراقي. هناك ايضا مطبعة (الاهالي) وتصدر منها جريدة (الاهالي) ويصدرها جماعة من الاهالي، وتقع خلف مدرسة الثانوية. كذلك اسس الملا عبود الكرخي مطبعة تقع في الصالحية (راس جرمود) الاحرار حاليا ومنها صدرت جريدة (الكرخ). في منطقة السنك تقع مطبعة (جريدة الأوقات العراقية) وتصدر باللغة الانكليزية ويحررها (چاك شاؤول) وقربها مطبعة الزمان في الميدان وصدرت منها جريدة (الزمان) وجريدة (الطريق) لتوفيق السمعاني وفي نفس المنطقة تقع مطبعة جريدة (البلاد) لروفائيل بطي وفي زقاق خلف جامع السراي تقع مطبعة دار التضامن ومنها تصدر جريدة (البلد) تصاحبها عبد القادر البراك وكذلك من مطبعة السجل صدرت جريدة (السجل) وجريدة الفجر الجديد لصاحبها طه فياض.
  بلغ عدد الصحف التي صدرت في العهد العثماني وفي مختلف الأوقات أكثر من خمسين جريدة وكان أبرزها جريدة (الروضة) التي كان يصدرها الشاعر الأديب الحاج عبد الحسين الأزري والتي حلت محلها جريدة (المصباح الأغر) وكانت كتاباتها تلهب مشاعر العراقيين ضد الاستبداد والتعسف العثماني ممثلا بحزب الاتحاد والترقي الحاكم وكان ان نفي الشيخ الازري الى مجاهل الاناضول، وبعد الحرب العالمية الأولى رجع الأزري من منفاه واستمر في القاء القصائد الوطنية الحماسية ضد الانكليز في ثورة العشرين، وكان يلقيها في (سوگ المولة خانه) وسط تصفيق الحاضرين والجمهور الثائر فكانت التظاهرات الصاخبة وكان من خطبائها وشعرائها الشيخ الشاعر عبد الحسين الازري، ومحمد مهدي البصير، وعلي البزركان، وكاظم الدجيلي، وآخرين ألقت سلطات الاحتلال الانجليزي القبض عليهم ونفوا الى جزيرة (هنجام).
كان سيف السلطة مسلطا على رقاب الصحافة والصحفيين في كل العهود بدءا من العهد العثماني ثم عهود الاحتلال والانتداب الانجليزي، فكان أصحاب الصحف يتحايلون على السلطة فتصدر صحفهم المغلقة تحت أسماء جديدة بعنوان (صدى) أو (صوت) أو (لواء) كما حصل مع (صدى بابل) و(صوت الأهالي) ولوحظ أن جميع العناوين البارزة للصحف ظهرت وعزّت الأسماء فما كان من حسين الرحال الا أن يسمي جريدته (الصحيفة) أما ميخائيل تيسي فاسمى جريدته الهزلية بـ(كناس الشوارع) وأصدر نوري ثابت جريدته باسم (حبزبوز) وأسمى صادق الأزدي جريدته أو مجلته بـ(قرندل) وأسمى فاضل قاسم راعي جريدة أسبوعية باسم (قزموز).
هذه نبذة عن المطابع والصحف التي صدرت في بغداد في العهد العثماني وما تلاه من عهود الاحتلال والانتداب وبدايات الحكم الوطني في العراق.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الملك كمال الدين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/05/23



كتابة تعليق لموضوع : شارع الصحافة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net