نماذج مشرفه لجزائري في فرنسا
رابح بوكريش
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رابح بوكريش

تعد الجالية المغاربية و المسلمة بشكل عام من أكبر الجاليات في فرنسا، ويعيش أغلبهم في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، في ضواحي باريس والمدن الرئيسية تحت قوانين فرنسية. والحقيقة الواضحة تماما هي أن هناك أسباب مشتركة وراء الهجرات بدءا من اشكال القهر والحرمان من الحقوق السياسية وكبت الحريات في كثير من الدول العربية أو أسباب عامة منها عدم توافر امكانات النجاح بالسرعة المطلوبة في اغلب البلدان المغاربية . وبصفة أدق
: العامل في فرنسا يستطيع أن يشتري سيارة بعد ثلاثة أشهر من بداية عمله !
بينما لا يستطيع العامل الجزائري مثلا أن يشتري سيارة الا بعد 20 سنة أو أكثر من بداية العمل ؟ ! كما يستطيع شراء كيلو غرام من اللحم بالعمل لساعة واحدة بينما العامل في الجزائر يجب عليه أن يعمل يوم ونصف يوم لشراء كيلو غرام من اللحم ... بالإضافة الى سهولة الحصول على سكن والأسعار المقبولة في كثير من المواد الاستهلاكية الأخرى وفرصة النجاح في مشروع استثماري. سنسرد عليكم قصة نجاح الشاب " ج،خ " في فرنسا .. كانت عائلة هذا الأخير على مائدة العشاء، عندما عاد أبيه من العمل وهو في حالة سعادة لا توصف، ابتسم وطلب من الأم أن تزغرد بقوة، احتر الجميع في الأمر، نهضت الأم وقالت : أخبرني ما الأمر حتى أزغرد بقوة، فقال: لقد تحصل صغيري على منحة تكوينية في فرنسا، كانت في حينها سعادة الشاب لا توصف عندما سمع الخبر إذ قال : يجب الاحتفال بهذا اليوم كما ينبغي . وفي اليوم الموعود توجه الشاب رفقة أبيه الى المطار، وبعد ساعتين حطت الطائرة في مطار أورلي وبدأ الركاب في النزول، وكان هناك وفد من مركز التكوين في انتظار الشاب لمرافقته الى مكان إقامته في المركز. الشاب تحد معلومات أبيه حول عملية الالتحاق بالمركز ولم يلتقي بالوفد وخرج من المطار وحيدا بحثا عن جنة فرنسا، وقد أصيب ابيه " رحمه الله " بالذهول عندما سمع أن أبنه خرج من المطار دون الالتقاء بالوفد الذي ينتظره .. وحزن عن ذلك لأكثر من عام . درب النجاح طويل وشاق ولكنه بالتأكيد بدأ بخطوة..
بمبادرة. في كل الأحوال إن مهمة البحث عن عمل في فرنسا أمر ليس سهلاً، لكن الأكثر صعوبة هو إيجاد فرصة عمل في بلد يكثر فيها الأفارق. وتكاد تكون المهمة مستحيلة حين يكون الباحث عن عمل لا يملك شهادات دراسية وليس له خبرات سابقة في العمل أو التعامل مع الشارع. لكن إصرار جيلالي دفعه لخوض التجربة واختار لنفسه أو اختارت له الأقدار أعمال شاقة في بداية مشواره . لكن هذا الشاب استطاع في 16 عام من العمل بأن يثبت وجوده على الساحة الاقتصادية " تكوين شركة ناجحة في ميدان الحراسة " وبالتالي حجز لنفسه مقعداً في قائمة رجال الأعمال على المستوى الفرنسي. أبرز ما كان ولا يزال يميز حياة هذا الشاب أنه إنسان طموح لا يعرف اليأس، ومؤمن بأن التفوق يبقى فوق الجميع ولا يمكن بلوغه، وإلا فإن النهاية ستكون قريبة، يقال عنه إنسان يحب فعل الخير وبالنسبة إليه المال ليس غاية في ذاته، وإنما هو وسيلة من وسائل تبادل المنافع وقضاء الحوائج، أحد عماله قال لي
: أنه لا يبخل على نفسه وأهله وعلى الفقراء والمحتاجين. بالتزام مع أول أيام شهر رمضان المعظم، ينطلق في تطبيق البرنامج الرمضاني على مدار الشهر الفضيل، من خلال تقديم وجبات افطار رمضان صحية لجميع عماله، ويشعر بالسعادة حين يرى عماله وهم في رضى تام عن ما يفعله طوال شهر رمضان.
والدت الشاب تعيش معه. إنها امرأة مريضة لذلك فهي بحاجة للرعاية وهو يقوم بما يستطيع تجاهها أطال الله في عمرها. نسأل الله أن يجزيك الخير على مراعاتك حق والدتك المريضة المسنة ، وتلك شيم النبلاء الكرام، وذاك عمل لا يضيع عند الله ، وأثره الطيب المبارك ستراه إن شاء الله في الدنيا والآخرة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat