هل يدرك الفرنسيون مصلحتهم ؟؟
رابح بوكريش
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رابح بوكريش

دهست شاحنة جمعاً من الناس في نيس كانوا محتشدين مساء الخميس لمشاهدة الالعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني، في اعتداء جديد يهدّد فرنسا ، لقد كانت مجزرة فظيعة .. فمنهم من قطعت أرجلهم أو أذرعهم أو خربت بطونهم ، وقد سقط الكثير منهم عندما فرغت أجسامهم من الدم وكانت دماء الضحايا تلطخ الطريق ، ولذلك في كل يوم يزداد المواطن الفرنسي اندهاشا بسبب ضعف الوسائل المستعملة لمقاومة الإرهاب . صحيح أن فرنسا الآن في حالة حرب مع هذه المجموعات الإرهابية ، ولكن أن يدهس شخص بشاحنته ويطلق وابلا من الرصاص على جمع ينتظرون بداية الحفل أمر فيه الكثير من علامات الاستفهام ولذلك يتساءل الفرنسيون عن كيفية هجوم الشاحنة التي هي من الحجم الكبير والتي تستخدم في النقل الدولي ، وكيف دخلت إلى الشارع الذي يجري فيه الاحتفال مع أنه مغلق ومحاط بأجهزة الامن ؟ . تكشف جريمة نيس بكل ما فيها من فظاعة أدلة جديدة على توحش هذه المجموعات وتفننها في الإجرام وزرع الموت في كل مكان .. ان كل من يساندها من قريب أو بعيد يشترك في تلك الأعمال الإرهابية . الواقع أن هدف الإرهابيين من خلال هذه العمليات هو جعل فرنسا يسودها الفوضى وان تصبح حالتها شبيهة بحالة العراق وان يقيموا الدليل على أنهم في استطاعتهم أن يضربوا في كل شبر من الأراضي الفرنسية . ولهذا لا يفهم المواطن الفرنسي كيف تركت الشرطة هذه الشاحنة تسير في هذا المكان ولا يفهم لماذا تخلت الحكومة لحد الآن عن محاصرة الشبكات التي أنشأها التنظيم الإرهابي في فرنسا . الواقع فلقد سمع هذا المواطن عددا من التصريحات وقرارات فيما يتعلق بمحاربة الارهاب لكن في الحقيقة لم تعقبها اية تطبيقات وان العجز الصارخ الذي اظهرته السلطات هو الذي تسبب في المجزرة الجديدة في نيس . هذا ومما لا شك فيه أن التحقيق في العمليات السابقة تنقصه المعلومات المدققة ، صحيح أنه تم القبض على بعض الأشخاص بعد العمليات الارهابية ولكن ليس هناك ما يثبت علاقات هؤلاء الأشخاص بعملية نيس حتى الآن ، وحسب ما يقال فإن عملية نيس لم يكن لها طابع العمل التلقائي ، بل بالعكس من ذلك كانت عملية مدبرة حسب برنامج مسطر ، وبالإضافة الى ذلك لقد جاءت هذه العملية وفرنسا تحتفل بعيدها الوطني . ولهذا فإنه لا يسعنا إلا نتساءل هل أن العملية كانت من صنع إفراد أو جماعات مناهضة للتدخل الفرنسي في عمليات محاربة الارهاب .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat