الإتجار بالبشر قضية عالمية
رابح بوكريش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نشرت وزارة الخارجية الأمريكية ، في واشنطن، التقرير الخاص بالإتجار بالبشر لسنة 2016، والذي يسلط الضوء على البلدان المعنية بهذا الأمر والتي يبلغ عددها 161 دولة من بينها
6 دول عربية في القائمة الأمريكية السوداء للإتجار بالبشر هي: السودان – سوريا – الجزائر – جيبوتي – جزر القمر – موريتانيا ، في وقت يواصل مسؤولون رسميون من بعض هذه البلدان إنكار وجود الظاهرة. من الطبيعي أن يكون هناك رد فعل من قبل بعض هذه الدول ، ولكنه في اعتقادي رد فعل محتشم وعلى سبيل الحصر " رفضت الجزائر تقريراً أمريكياً يصنفها ضمن الدول المتهمة بالإتجار بالبشر، مشيرة إلى أن هذا التقييم "يقوم على معلومات خاطئة ومغلوطة "
وقالت الخارجية الجزائرية في بيان لها أمس السبت، أنها سجلت "بأسف شديد"
تصنيف التقرير للجزائر مرة أخرى " . بيمنا كان رد فعل كوريا الشمالية قويا " ... ومن غير المنطقي أن توجه أمريكا، بكونها زعيمة لانتهاك حقوق الانسان، ودولة عظمى للإتجار بالبشر، توجه اتهامات إلينا، وهي تعبير جلي عن سياستها العدائية تجاهنا نحن .
إن الولايات المتحدة الأمريكية إنما هي الأراضي الجرداء التي تنتشر فيها انتهاكات حقوق الانسان الخطيرة المثيرة للصدمة في أنحاء العالم من الحماقة أن الولايات المتحدة الأمريكية في وضعيتها هذه، تطلق من أفواهها مجرد كلمة "ملف الاتجار بالبشر" لأحد، الذي لا يوجد له أي أساس من الصحة عندما تخفق الولايات المتحدة في سياستها تجاه كوريا في كل الجوانب يوما بعد يوم، تنهمك في اختلاق الوثائق غير المجدية مثل هذا النوع، سعيا وراء
تحقيق نواياها البشعة عن طريق تلطيخ صورتنا لتحويل الأنظار
العالمية وهدم نظامنا نحن ... " . لا شك أن هناك مئات الآلاف من النساء والأطفال والرجال قد دفعتهم الظروف الاقتصادية السيئة والكوارث الطبيعية أو مجرد الرغبة في حياة أفضل، إلى أن يكونوا محلا للإتجار والاستغلال من أجل الجنس أو السخرة في العمل. ولكن الادارة الامريكي تكيل المعايير بمكيالين فهي تطبق هذا التقرير على من تشاء !!.
من الواضح إذاً أن الإتجار بالبشر تعتبر قضية عالمية، يشترك فيها الغربيون والشرقيون على حد سواء، كما أن المنتهكين لحقوق البشر هم من الشرق والغرب على حد سواء، وبالتالي فإن الإتجار بالبشر هي قضية عالمية، وسيظل الاختلاف حولها اختلافاً دائماً بين الظالم والمظلوم، وسط أي مجتمع وفي أي مكان.