صفحة الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي

إلى قوى اليسار مع التحية
د . حميد مسلم الطرفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
التجربة علم مستأنف ، والحكمة شيء عظيم فمن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا وكبير من استفاد من تجارب الماضي فاسترشد بها لحاضره وخاسر من لم يعتبر من أمسه في يومه ، وقوى اليسار عريقة بتاريخها في العراق ناضلت وقدمت في نضالها ضحايا كثيرين قتلاً وتعذيباً وتشريداً منذ اربعينيات القرن الماضي حتى اليوم استطاعت قوى اليسار ان تعبأ الجماهير في وثبة مايس عام ١٩٤١م وقدمت للزعيم عبد الكريم قاسم نصائح وإرشادات مهمة في البناء والإصلاح والعدالة الاجتماعية رغم ان الرجل صرح مرات ومرات بأنه فوق الميول والاتجاهات ،   ولكنها حين صرحت بعدائها للدين فشلت وتقوقعت وانحسرت .  بعد عام ٢٠٠٣م بدت قوى اليسار وكأنها قوى جديدة تختلف عن مثيلتها في الستينيات فهي لا تعادي الدين ولا تسخر منه وحاولت ان تُجَسّر أمتن العلاقات مع الأحزاب الدينية وشاركت معها في الحكم واستوزرت الثقافة  حيناً ، ورغم كل هذا فقد ظلت تحبو في توسيع قواعدها الشعبية ومقاعدها الانتخابية فلم يتجاوز عدد نوابها أصابع اليد الواحدة في أفضل حالاتها في انتخابات مجالس المحافظات أو مجلس النواب في أي من دوراته . قوى اليسار لم تستفد من دروس الماضي في التظاهرات الأخيرة وحملت نفسها فوق طاقتها مجدداً فكانت أول من أطلق شعارات ضد الدين وشوشت المتلقي في شكل الدولة التي تريد فرفعت شعارات كان ينبغي أن تبتعد عنها فالدين براء من أي مفسد والدين لا يدعو إلاّ إلى الفضيلة ولا ينبغي تحميل الدين أوزار من يتاجرون بإسمه . حتى الان لم تصدر ردود الفعل الحقيقية اتجاه شعارات اليسار في المظاهرات وان صدرت فخجولة لان العاصفة لم تهدأ بعد ولأن مطالب المتظاهرين تستحق الاستماع ولكن القادم من الأيام سيحمل التيار الديني على الرد وستنطلق حملة كبيرة ضد قوى اليسار مما سيحدد المساحة التي تتحرك فيها هذه القوى والتي هي أصلاً محدودة . لا نشك أن بعض الارهاصات الدينية قد ساعدت على نمو الطائفية والكراهة في البلد وسببت للوطن الكثير من الآلام ولكنها ليست - اعني تلك الارهاصات - من جوهر الدين ومضمونه الرحماني القدسي  كما إن نقد قوى اليسار يُذكّر بالعداء المستحكم في القرن الماضي بين التيار الديني واليسار والفتوى المشهورة التي أضرت بالشيوعية وبقوى اليسار عامة . كان الأجدى أن يبتعد اليساريون عن حكايتهم القديمة ولهم ألف باب يستطيعون الولوج فيها لنقد السلطة والطبقة السياسية الحاكمة . نستطيع القول أن الشعارات التي رفعها اليساريون ضد الدين ساهمت في ايجاد ردة فعلٍ موحَدة وموحِدة للأحزاب والفصائل والتيارات الإسلامية فأفرغت هذه الشعارات من محتواها وأعدت لمواجهة اعلامية وفكرية وحتى أمنية معهم . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حميد مسلم الطرفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/01



كتابة تعليق لموضوع : إلى قوى اليسار مع التحية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net