هناء أدور تعني ما تقول
موسى غافل الشطري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أثارت الناشطة هناء أدور قضية على غاية من الخطورة . فموضوع الاعتقال للشباب الأربعة ، و إسلوبه يذكرنا بالأسليب البوليسية أيام كان نظام صدام حسين يمارسها ضد القوى الوطنية المخلصة و يفبرك مبرراتها .
و بالطبع لا بد لنا أن نصر ، على أن الحاشية التي تحرك الوضع السياسي و تلهبه ، و تنحدر به نحو مزالق خطرة ، و من ثم تأزيمه . و الوصول به إلى حافة النتائج ألتي أودت بنظام صدام حسين إلى الدمار، و لكن بفارق الوسائل ،بعد أن تمّ دق ناقوس الخطر ، على يد الشيوعيين الذين أصدروا بيانهم بعد الحملات الشرسة التي مورست من قبل النظام ضدهم، كاشفين عن خطرتحول النظام السياسي نحو اليمين ، و ما يهدد بخطر ماحق . و هذا ما حدث فعلاً. و لكن كانت نتائج هذا الإعلان هو تقديم الشيوعيين فاتورة الحساب المدمر . ثم بدأ الوضع السياسي بآلذات يمعن بسيره جانحاً نحو الكشف بكل و ضوح ، وفي العلن ،عن الشروع بإعلان نزعته المعادية للشعب و لكل القوى المعارضة النزيهة ، ومن ثم المضي نحو التورط بالغزوات الحمقاء .
للأسف هذه العناصر قد تكيفت مع الوضع السياسي الحالي ، من رجالات الأمن و الجهاز البيروقراطي وبعض الساسة و العسكر و الأتباع .
هذه الفئات ارتدت اليوم ثوب الموالاة للوضع السياسي الحالي . و بالطبع هذه لعبة خطرة تعودنا على ممارستها، كفئات وصولية إنتهازية منذ عهد عبد الكريم قاسم و التي سهلت الإطاحة بنظامه .
لكن الموضوع الآن اتخذ مساراً خطيراً جداً.
هؤلاء يسحبون القيادة السياسية الحالية إلى منزلق في غاية الخطورة . هذا المنزلق وضع القيادة السياسية الحالية في مفترق طريقين لا ثالث لهما ، إن لم تكن هي ماضية أصلاً في هذا الطريق و نتمنى أن لا يكون هذا منهجاً مُتّبعاً . ذلك إن عملية الفرزبين قوى الشعب ، بكل مكوناتها الخيرة ،من الديمقراطيين و اللبراليين و المتدينين ، و التي تقف بالضد مما يجري و يمارس بما لا يغري في نتائجه ، و بين قوى الفساد و الفاسدين و القطيعة لا بد آتية مع القوى الخيرة . فحكومة السيد المالكي ، التي تنقاد يوماً بعد يوم نحو العزلة عن قوى الشعب و مصالحه. و تغاضيها عن المصاعب التي تواجهها. من عملية قضم الحدود و حرمانه من مياهه . و غموض التصرف بالنفط و هشاشة الحزم تجاه الخروقات الوقحة من قبل بعض الجيران ... الخ ، كل ذلك ينذر بشر مستطير .
لكننا ملزمون أن ننبه السيد المالكي ، إلى أن الطريق الذي تسلكه حكومته ، هو غير الطريق الذي يأمله الشعب .
إن الموضوع على غاية من الخطورة ، ولما يتوقع من مواجهات قادمة ستجد الحكومة نفسها متورطة فيها . و هو طريق يؤدي إلى الإنجرار إلى المنزلق الذي تعدّه تلك العناص السيئة و الفاسدة و عصابات القتل .
هذا الإعداد ينبغي الانتباه له. و ينبغي أن لا يتكرر الانحراف الذي يحدث دائماً لمتابعي الطريق الذي يغادر اصطفافه مع الشعب .
ومن الضروري أن ننبه السيد المالكي: إلى أن حكومته و سياسته تتعرض إلى وضعها في مسار يؤدي بها إلى ذلك المنزلق، كما يؤدي إلى افتراقها عن الشعب بشكل مكشوف . وبسبب تكرار وعودها السرابية الحرجة أمام ما يتوضح من مغالطات و أوهام خادعة .. و إنها تفترق عن الشعب و تعادي طموحاته و تبقي على المصاعب التي تواجهه . و هذا مما يعني التعارض مع آمال الشعب و الضهور بمظهر معادائه .
و بالأخير لا نود أن نرى الوضع السياسي ينحدر إلى ما إنحدرت إليه الأوضاع السياسية في الدول العربية التي تعاني من الانتكاسة و الجنوح نحو السقوط.
لقد استهزأت تلك الحكومات التي سقطت و التي في طريقها إلى السقوط بما يقال على أنها لا تقهر . و هذه الدول لها من الانتكاسات و المبررات ربما لم تنشأ لدى الممالكي. أو على الأقل يمكن تلافيها .
و لكن تلك الدول سقطت و من بقي قائماً حتى اليوم فهي تترنح .
و عليه : إن أرادت حكومة المالكي أن تراجع نفسها ، فإن عليها أن تدعو الشعب للوقوف بجانبها . ومن ثم تقوم بثورة حقيقية ضد القوى التي عشعشت و أنشأت لها صرحاً كونكريتياً ، و سوف لن يكون من السهل على المالكي التخلص منها بسهولة .
لكن الاستعانة بالشعب و بالشباب و الذي يقف بكل بسالة ليطالب بالإصلاح و تطهير الأجهزة الحكومية من العتاة و المارقين و القذرين ، إنما هو الطريق المضمون للخروج من الكارثة .
لذلك ينبغي الإنتباه لما أقدمت عليه الناشطة هناء أدور على أنه تنبيه إلى ضرورة اليقضة و تعديل المسار بالإتجاه الصحيح لإنقاذ الوضع الذي يمضي مسرعاً نحو الإنحدار .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
موسى غافل الشطري

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat