فضّ طلسم ذبح العراقيين
موسى غافل الشطري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
موسى غافل الشطري

عندما تحدث انفجارات مروعة ، و يذهب ، بل و تمزق جراءها عشرات أجساد العراقيين . و تدمر الممتلكات . و تتراكم الفواجع بأعداد الضحايا . و تتراكم الأرقام طيلة العديد من السنين . عندما يجري كل ذلك .. يطل علينا الخبر المثير للسخرية و الاستهجان . ويختم بهذه العبارة الوقحة :
أن مايحدث هو بتدبير من جهات خارجية و داخلية ( معينة ) .
أنا أسأل الجهات الرسمية ، أن تتملّى جيداً بهذه العبارة :
أن هناك جهة معينة ـ و أشدد على معينة ـ و معينة يعني أنها مشخصة . و هذه الجهة هي التي تتلطخ أيديها بدماء العراقيين ، و منذ ثمان سنوات على أقل تقدير ، لو حددناها ضمن فترة رئاسة المالكي .
هل يعقل ، أو يستساغ ، أو يغتفر ، و فق مبدأ : قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر و قل شعب كامل مسألة فيها نظر . هل يعقل أن يستساغ و يغتفر ما يحدده الناطق الرسمي ، بهذه الجهة المسئولة عن هذه المذابح ، ثم يكتفى بالعبارة ـ الماسخة ـ : أن مسئولية هذا السيل من الدماء الزكية تلقى على عاتق ( الجهة المعينة ) .
و عندما يطرح هذا الاستنتاج الماسخ على نطاق كل فضائيات العالم ، فما هو الحل ؟
هل الحل أن يجري الصمت لكي يستمر هذا النهج الكارثي ؟
ثم من المسئول عن هذا الصمت ؟ أين هي الدولة ؟ أين الحكومة ؟ أين الخيرين ـ لأن الحكومة هي مجرد حكومة ، تعلن عن تهديداتها بالقانون الأشل ، و تعزف عليه ليلاً .
و نتيجة من نطمح إليه .. هو معرفة ( سفّاك الدماء العراقية المشخص بالتعيين .أي بالعين المجردة ) .
ليس من المعقول أن تبقى كل مؤسسات الدولة عاجزة مذعورة و يكتنفها الصمت ، ربما خزفاً من أن يقطع لسانها . لا السلطة التنفيذية . و لا التشريعية و لا القضاء .
و لنا أن نفكر بما تخفيه لنا ( الجهة المعينة ) من قدر أسود . التي تسفك في كل ساعة دماء العراقيين . و السلطات الثلاث ، بما لديهم فرحون . كما يقول المثل العراقي : العار اللي خطا فجرتي .. عسى بأمي عسا بأختي .
إننا نطالب : أن يصار إلى طرح الموضوع هذا . أن يحدد : مدى أحقية هذه الجهة (المعينة) في استمرار إيغالها بسفك دماء العراقيين ، دون أن ( تعاتب ) ، ثم من الذي أباح لها ذلك؟ ، و لا نقول تحاسب ، بل ( تعاتب ) فقط ما دامت هي أقوى من القدر . لأنها تبدو من القوة بحيث تتحاشى سلطة بكاملها من التفكير بوضع القيود بأيدي ( الجهة المعينة ) ، و تقديمها لكي تنال جزاءها .
و في الحق : فإن الشعب العراقي يبحث عن ملاذ يحتمي به ، حتى لو كان مهلهل ، حتى لو كان الشيطان . لأن الرحمة غادرت كل المسميات . لأن السياسيين لم يعد لهم موقفاً قادراً على ضمان مستقبل آمن للشعب ، و لأن الشيطان يفعل كل شيء و لا يفعل ما يجري للعراقيين ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat