الجيش المصري هو الذي قرر الاستجابة لإرادة الشعب
موسى غافل الشطري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في هذا الظرف العصيب بالذات ، ظرف الإعصار الخبيث الذي يريد أن يعصف بالشعب المصري ، و يلقي به في آتون الصراع المدمر . في هذا الظرف يستل الجيش المصري عزيمته و إرادته القوية ، بغية الوقوف بلا تراجع إلى جانب شعبه .
إن القوى الرجعية و الاستعمارية تتضافر من أجل إلحاق الهزيمة بالشعب المصري . لكن الخيرين من ابنائه البسلاء ، لا يرتضون لنفسهم أن يلعبوا دور المتفرج ، دور الضعفاء الخانعين ، الراكعين أمام أعداء الشعب .
و منذ الساعات الأولى ، انبرى الجيش المصري لمواجهة الخطر الذي يتربص بشعبه و يهدد مستقبله .
هذا هو الموقف الشريف . موقف الشجعان ، لا الخانعين الضعفاء . ليس هناك حياد اتجاه سلامة الوطن و شعبه .
و دون أي تراجع ، اتخذ الجيش قراره الحاسم و النهائي للوقوف إلى جانب شعبه .
و في يوم الجمعة غداً .. سوف نقرأ الرسالة القوية التي ستمليها استجابة الشعب .
أن مبررات الجيش المصري : كون الوطن يتعرض لمؤامرة كبيرة . و إن القوى السوداء تريد بالشعب الضياع و الانهيار .
و يبدو : إن الضباط الخيّرين أدركوا بحسهم الوطني : أن لا حياد لهم اتجاه الكارثة المروعة المنتظرة .
و هذا الدرس : هو خارطة طريق ليس لمصر فحسب ..بل لكل شعوبنا و في المقدمة الشعب العراقي .
ففي الظرف الذي تتوحد فيه القوى السوداء ، و تصطف معها قوى الامبريالية و الرجعية و إسرائيل .. إذاك : لا خيار أمام الجيش ، إلاّ أن يعلن ، عن قطع الطريق أمام أعداء الشعب .
و لم يأت هذا الموقف من الفراغ ، إنما الشعب هو الذي نزل إلى الشارع . و قرر أن يخرج بثلاثين مليون ، و كان لا بد للجيش و الشرطة : أن يقررا أين يقفا . فوقفا حيث يفترض أن يقفا . و كان الخيار : مصر .
و بالتالي بدأت المسيرة الظافرة تستكمل بناءها ، و تنزل بكل ثقلها . يد واحدة .إرادة واحدة . قرار متضافر واحد . و من أجل أن تكون هناك جمعة ظافرة يوم 26 يوليو .
الجيش هو الذي أعلن ذلك . الشعب بكل فصائله الوطنية : أعتبرها استجابة لرسالته القوية .لأن الظرف خطير ، و لأنه يتعرض إلى هجمة خطيرة .و ان القرار الحاسم : أن يتخطى ما يحاك له ، من ضياع و كارثة لا نظير لها .
آن الأوان للتضافر . و لدعم الجماهير المصرية التي أجمعت على اختيار طريقها و لكي تتخطى ما مُبيّت لها من منزلق .
آن الأوان للقرار الحاسم . و في هذا المسار ، المتضافر ، المتحد ، و جنباً إلى جنب : أن يتقرر بلا تراجع ، بدء المسيرة المضفرة لمسيرة الشعب المصري ، نحو الغد المشرق .