مَنْ يَركَبُ مُهر الحرية منا إلا من زار ربوع القدس وآثر درب العزة دوماً ليزهو فوق جراح الأمس..؟! مَنْ يَركَبُ مُهرَ الحرية إلا من عرف طريق الجنة فَوقَ جنان الأرض، وحفظ المغزى من تضحية الطفل بلعبته، وفتاةٍ تهوى تربة بلدتها فرَوَتها بدماء..تملؤ بَسمتُها عبق المسك وريح الشهد..؟!
مَنْ يَركَبُ مُهرَ الحرية إلا من عرف الحب دون الكره وعاش الأمس مع المستقبل في جنبات الفكر يصارعه شوقٌ دائم،وبالفردوس الفرح الأكبر! ليس الموت الآن خطية.. موتي سينال العالم معه الحرية..سأضحي بالجسد الأعزل.. ففي جسدي دواءٌ البلد المَدمِيِّ وداءُ العادي فيه..سأُغرد مثل حمام زاجل..يبحث عن صندوق رسالته..فالدعوة تذكرتي للفردوس ومَهرُ العرس شهادةُ جسدي..!!
أتفيض الروح العاشقة للبلد الأطهر لنيل رضاه..؟!
المُهر الحرة قد نادت في الأرجاء وصاحت: كيف تكون البلد جريحة وأنت تنام..؟! كيف تهون البلد عليك..؟! وكيف تُضام..؟!
بعيونك حرر خوفك واصدح وأجب مُهرَك؛ كيف يغار الحر على بلده وكيف يشتت شمل عدوه..وكيف يُقاتل العابث فيها لحظةَ ضَحِكِهِ..!! علمها يا فارس أنك أنت الفارس دوماً وستبقى معها دون الهجر أو النسيان..!! كن صوب القدس لَحُوحاً تأبى النظر لغَير حماها..خبِّرها أيا مشتاقُ عن شوقك واجعلها تشتاق كما أنت.. خبِّرها بحنانك وأن القدس رياضك يا مشتاق..!! اسلك عبر مساربها طرقك وامضِ أيا استشهاديَّ نحو القدس سريعاً امضِ إليها واكسر كل قيود الأمس..
خبرني ساعة عودتك إلينا في القدس، لننشر زهر الفجر القادم مع بعثرة رياحك..!!
ولتعلم أنَّا يَا فارسُ يا مغوار نَزُفُّ الخَبر إلى الصَّخرة أنك قادم..والنصر مع الفجر يكون..!! لا تخذلها وصوِّب نظركََ نَحوَ القدس،وتكبَّر هيا لا تقصد في مشيتك إليها.. انصر..حرر.. واجعل ترنيمتةَ حاديك: مُهرُكِ آتٍ يا قدس..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat