حصة الأسد و الطائفة الشيعية
موسى غافل الشطري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سأخوض في عمق هذا الموضوع ، دون أن أتزحزح قيد أنملة عن موقفي كيساري مُدرك لما أكتب .
أحقية الشيعة في حياتنا اليومية : أن نألف و نستسيغ هذه النغمة ، المثيرة لأشجان الآخرين . و الني تردد عبر و سائل الإعلام و المجالس . و الممارسات اليومية عبر مكبرات البرلمان و الخطب و المقابلات ، لمَنْ تحول إلى مُروّج تصريحات. تلقي لها آذان صاغرة ، ريثما يمحوها تصريح لاحق .
و كان آخر ما تناهى إلى سمعنا التقسيم حسب المحاصصة لمفوضية الانتخابات . فالشيعة حصتهم النصف باعتبارهم الأكثر عدداً كونهم الأوفر حظاً .
أما السنة .. فهم يستحقون الربع . و الأكراد ، رغم أنهم لا يستحقون سوى مقعد و نصف ، و بموجب الكرم الذي عرف به الشيعة ، فإنهم فوضوا ممثلهم دون منازع السيد رئيس لجنة الخبراء المكلفة باختيار أعضاء مفوضية الانتخابات.أن يتكرم باسم الشيعة و يكمل النصف للكرد لكي تكون حصتهم مقعدين . مساواة لحصة السنة .
و الشيعي ..( يكابر .. و أهله في المقابر ) . فالناطقون باسمه .. بدون تفويض و بدون تعويض . وفقاً لمبدأ (موافج ) .و أساساً ليس لكل الشيعة، خارج اصطفاف النخبة . ليس لهم في القافلة .. لا ناقة و لا جمل . و ليس هناك من يسألهم على درجة بؤسهم . حالهم حال إخوتهم السنة . الذين غسلوا أكفهم بسبعة شطوط ، من ممثليهم على وفق التوزيع الطائفي ، و كذلك الطوائف الأخرى .
جاء السيد العلاق ليجعل من الشيعة ورقة رابحة ، بفضل حجمهم الذي ينبغي أن يكون مهيوباً . و هم في كل الأحوال .. لا يجنون من هذه اللعبة ، كونهم (جوكر ) غير الحسد ، الذي أوغر قلوب المتطرفين ، حتى يلاحقونهم في مساطر عمال البناء . و الأكواخ و المآتم ، لكي يواصلوا تفجيراتهم ، و ذبحهم و استهدافهم و هم ، حسب عرض الحال : لا ناقة لهم فيها و لا جمل .
الشيعة حكومة !!! الشيعة ترفهوا !!! الشيعة لهم حصة الأسد !!! الشيعة .. هم الذين يضطهدون السنة !!! و الشيعة استحوذوا على أموال الأكراد !!! و الشيعة هم من الصفويين الذين جاءوا على ظهور الجاموس !!!
و أخر المطاف يسبحون ببحر البترول . و المثل العراقي الشعبي يقول : ( لذة الدنيا اعلومها ) .
و لكشف الحال .. ففي حقيقة الأمر . ( المطر متساوي ) و الحالة السائدة التي يرفل بها الشيعي من حلة الملك الوهمية سيجري في يوم ما لاحقاً لكي يدرك أخوه السني حقيقة الأمر. و حصيلة الغزو ، ألكل يغني على ليلاه . و الكل متساوون في اقترابهم من ابواب النعيم الخادع ، حالمون بأوهام الرفاه و الأمان ، حالهم ينبئ عن فالهم .
و لو أحصينا المكاسب التي تتباين من هم الأوفر حظاً ، فعلينا أن نحصى ما يجري على أرض الواقع .. من تفجيرات . و من حالات الفرقة مع أخوتنا في الحسب و النسب ، و ماء النهرين و اللهجة الشعبية ، و شكل قرص الرغيف المدور . و نكهته و مذاق الطبق العراقي . و التعايش عبر تاريخ العراق ، و قبل أن يأتي التغيير السياسي الأخير ، حلموا بالبقاء على وطن حافل بأشرف و أنيل و أصدق أخوة ، رغم أنف المعكرين . الأخوّة التي ترفض بقوة كل عوامل الاحتراب و التخندق الطائفي . و التمترس الجسدي المحشو بالمتفجرات الأشد تدميراً ، والذي لم يعرف العراق له مثيلاً .
لماذا كل هذا الذي يجري ؟! لأن الشيعة هم الأكثرية . لماذا أيضاً ؟ لأن أمريكا و صناع أمريكا ، أرادوا أن يكون البلاء كاسحاً لا يعرف الرحمة و لا يقر له قرار ,
و لأن الشيعة – بما يغدق عليهم ممثليهم من سخاء ؟؟؟ - يرفلون بمكتسبات التغيير ؟؟ و لأن الشيعة – بفضل ممثليهم هؤلاء ؟؟ - يقضون صيفهم الآتن ، في جزر الهنولولو و الهاواي , و لأن الشيعة تحولت مدنهم إلى جنة عدن ؟؟ و إن الأمان و الاطمئنان.. حدّث و لا حرج . و إن الشر تحول إلى خير عميم ، فتآخى على الفراش جتباً إلى جنب ، مع الإيقاع المطرب الذي تؤديه التفجيرات و المفخخات و الكواتم .
و الحمد لله ، و الحاسود لا يسود ، فإن كل ما يُفَرْفش الشيعي من نعم – بفضل ممثليه – يستدعي الآخرين أن يزعلوا. و نحن نقول لهم : أيها الإخوة : دعوا إخوتكم يتمتعون بهذه الرفاهية ، السابقة و اللاحقة لكي يغطس فيها أعلى الهامة . و من شاء فعليه أن يغمّس خبزه على رائحة الشواء .
و قد توفرت الخيرات . و ما نوعد به أكبر مما سبقه . فقد توفر العطاء و تراكم بما فيه الكفاية و يزيد .
و نحن نتقدم بالشكر إلى الممثلين الحقيقيين ، هبة السماء في الأرض ، لكي يتكلموا بتفويض إلهي . كممثلين لنا لا يحتاجون إلى تفويض ، أجسادنا درعاً لحمايتهم ، كما تدرع بنا السابقون ، باعتبارنا (أولاد الملحه ) جلود من طراز عالي الجودة ، كما أَجَدْنا دورنا لمواجهة الهجوم الإيراني و الأمريكي . صالحين تماماً، و على مستوى عالي مثير للإغراء ، لكل أصحاب الطلب ، و بأسعار مناسبة جداً . و على الراغبين أن يزوروا ساحات حشودنا المكتظة ، المهيأة أصلاً للتجريب .
كل ذلك تعبير عن امتناننا لما أُغدق علينا من نعم بفضل ممثلينا ، حتى يكون من ينطق بأرجحية عددنا حسب رؤوس النعاج ..مع الاعتذار طبعاً .
نقول دون أن نرتاب : إن الأخوة الشيعية السنية .. سوف لن تستجيب وفقاً لمشيئة من تَشْيّأ . من أي طرف كان . أن يتكلم باسم أي عراقي. و يريد أن يضع طبقات شمعية بين جسد عراقي و عراقي .
و من يريد أن يكون ممثلاً مخلصاً و نزيهاً .. عليه أن يأتي بنخبة عراقية تضع تحت نعالها أي خارطة تُرسم في كواليس أعداء الوحدة الوطنية ، التي عمدها الشعب بدمه و عرق لقمته و صدق مشاعره .
للأسف الشديد تجري الأمور نحو الأسوأ. و تلطخ صفحات العز و النضال المشترك ، بما لا يرتضيه الشعب. بينما نحن بأمس الحاجة ، لكي تُطرش آذاننا و لا نسمع أي كلام صفيق ، يؤذي مشاعرنا . و يعرضنا إلى منزلقات ، كل همها أن تغرق الشعب بطوفان جارف من الدماء . و أن ما يجري هو وبال على الشيعة أكثر من غيرهم . و المصيبة هي واحدة . ( فما بك يا بصرة بتكريت نازل ، و في بعقوبة أدهى وفي بغداد أجسم ) و عذراً للكاظمي . فهي كلمات تقال الآن بحق الخراب الذي يحل بوطنه و بشعبه الذي هزته إليهم صبا الحمى.
و إننا نعلن : إن أخوتنا ووطنيتنا هي أفضل وأسمى من كل منطلقات لا تدر علينا سوى المزايدات التي لا نجني من ورائها غير الخراب والدماء و الدمار . و نلتزم و بكل قوة بالشعار الذي رسمه الشعب ، و بكل قناعة : إخوان سنة و شيعة .. هذا الوطن ما نبيعه .