الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : حوراء بطيخ

مَنِ الَّذِي أَشْغَلَنِي عَنِ ذِكْرِ رَبِّي
حوراء بطيخ

 تعريف الغفلة  

الغفلة: سهو يعتري الإنسان من قلة التحفظ والتيقظ .

والغفلة اصطلاحاً: قيل: متابعة النفس على ما تشتهيه.
اما عندما نحلق في ابداع القرأن العظيم نرى انه يذكر الغفلة والغافلين في الكثير من الايات

قال تعالى: ﴿لقد كنت في غفلة من هذا﴾
  ﴿وهم في غفلة معرضون﴾ حيث ربط القرأن الكريم الغفلة بالاعراض عن الشيء

والغفلة  هو مرض فتاك يصيب قلب الانسان وقيل انها غيبة الشيء عن بال الانسان وعدم تذكره له او ترك الشيء اهمالا واعتراضا 
والغفلة هي العلة الاساس في الوقوع في الذنوب الصغار وتتبعها العظام وفي هذا المقال سنتناول 

_ ما هي علامات الغفلة؟ 

اولاً: التهاون في  الطاعات واستثقالها وهذه من اهم العلامات قال تعالى  (واذا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ) 


ثانيًا:ألف المعصية ومحبتها 
من المؤلم اننا نرى هذه الظاهرة منتشرة كثيرًا حيث اصبح التفاخر بالمعاصي والذنوب امر عادي جدًا يتفاخر الشاب بعلاقاته المحرمة والبنت كذلك تنفاخر بكثرة معجبينها ضناً منها انها اكثر جمالاً من غيرها ويتفاخر المرتشي بذكائه في الحصول على الاموال وتتفاخر الامهات "بتحضر" بناتهن في التعري ويتفاخر الزوج بطلم زوجته

الإمام علي (عليه السلام): مجاهرة الله سبحانه بالمعاصي تعجل النقم 
- عنه ايضاً (عليه السلام): إياك والمجاهرة بالفجور فإنها من أشد المآثم

ثالثًا:استصغار المحرمات والتهاون بها:

الانسان عادة ما تكون عنده رهبة من كبائر الذنوب لكنه نجده متهاوم في الذنوب الصغيرة او كما يعبر عنا المحقرات من الذنوب لان الانسان يقول هذا ذنب صغير ليس لو وزن لكن بالحقيقة هذا القول خاطئ كما يذكر في رواية  أوحى الله -عز وجل- إلى عُزير (ع): (يا عُزير!.. إذا وقعت في معصية، فلا تنظر إلى صِغَرها، ولكن انظر مَن عصيت).
وهذا التخويف هنا نابع من حقيقة ان خذا تجرأ على الله تعالى اليوم عندما يتسلل شخص غريب الى بيت بخطوة نعتبر هذا جرم كببر مع انه لم يسرق لكن مجرد عبور حدود بيتك اصبح اثم فكيف اذا تجرأ احد على التجاوز لا حدود الله ليس مهم ما هو مدى التجاوز بقدر ما هو على من تجاوز 
 
رابعًا:تضيع الوقت بغير فائدة:
قال تعالى (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ) 
وكم منتشرة هذه الحالة لدينا في الوقت الحاضر كم يضيع منا الوقت عندما نمسك الهواتف او نتصفح مواقع التواصل كم يضيع من وقتنا عندما نتحدث عن امور وفي امور لا تقدم لنا خطوة الى الامام ولا تضيف لنا مقدار حبة معرفة ما فائدة 
الكلام في امور تجلب الهم والغم والذنوب
 يقول الإمام علي عليه السلام ((إن يكن الشغل مجهدة، فاتصال الفراغ مفسدة))
فالفراغ يحدث الغفلة  فالكسل، فالتقصير، فضياع العمر، فالانحراف شيئا فشيئا

_اسباب الغفلة 

اولاً:التكبر في الحياة واتخاذ طريق الغي تكبرا منهم كما ذكر القرأن الكريم ﴿سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ﴾

ثانيًا: صحبة السوء يعد اهم اسباب الغفلة 
لانه كما تقول المقولة (الصاحب ساحب)اما يسحبك الى ذكر الله او الغفلة عنه  

ثالثاً:التعلق بالدنيا واطاعة هوا النفس الامارة من حب للمال والسلطة والجاه والغفلة عن الاخرة :﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾

رابعًا:الغفلة عن تذكر الموت والقبر 
خامساً:الاستهانة بالذنوب الصغيرة التي لطالما تكون لها تبعات واحدة منها الغفلة عن ذكر الله وكما ورد في ادعية زين العابدين (عليه السلام)  (اللهم وعليَّ تَبِعاتٌ قَدْ حَفِطْتَهنَّ وَتَبِعاتٌ قَدْ نَسْيُتُهنَّ)
سادسًا:الجهل بمعرفة الله تعالى ومعرفه صفاته، وحكمته وتديبره للامور
وكذلك الجهل بمعرفة اهل البيت معرفة حقيقية

_كيفية الرجوع من الغفلة (علاج الغفلة)
اولاً:الدوام والاهتمام بالصلاة والاعمال الواجبة وهنا لا اخص الجانب العبادي فقط اي علاقة الفرد بربه بل علاقة الفرد بمحيطه الاجتماعي ومدى ذكره لله سبحانه في تصرفاته واخلاقه معهم واذا كان غافلا عن ذكر الله بالتأكيد لا يرحم الكبير ولا يعطف على الصغير

علي الخباز, [16/03/2025 11:59 م]
Hawraa batikh🦋, [16/03/2025 11:47 م]
ثانياً:الذكر الخفي علاج لغفلة القلوب فهذا الذكر يكون كالماء الذي يصب على الارض المتشققة عطشًا كلما رويتها من الماء كلما عادت للحياة وازهرت
ثالثاً:اعظم علاج للغفلة هو المزاولة على قراءة القرأن الذي يكون بمثابة ربيع للقلوب والغذاء للارواح 
رابعًا:الاكثار من ذكر الموت وهنا لا نعني ذكره اكراها بل ذكره للاستئناس به وانعاش القلب ورده عن ما يهواه وكما يكول زين العابدين ( عليه السلام) في دعائه (وَانْصِبِ المَوْتَ بَيْنَ أَيْدِينَا نَصْباً، وَلاَ تَجْعَلْ ذِكْرَنَا لَهُ غِبّاً)

خامسًا:اختيار الاصحاب  الاخيار  روي عن الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام): ((إنَّما سميَ الصديق صديقاً لأنَّه يصدقك في نفسك و معايبك؛ فمن فعل ذلك فاستنم إليه فإنه الصديق))


_الفرق بين الغفلة والتغافل

الفغلة :هي عمل خاطئ يهلك صاحبة ويوقعة في زلزالة الندامة
(وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)
فيوم القيامة هو يوم الحسرة والندامة على الغافلين
اما التغافل: 
تَغَافَلَ عَنْهُ : تَظَاهَرَ أَنَّهُ غَافِلٌ عَنْهُ وَلَيْسَ كَذَلِكَ
التغافل نقصد به تظاهر  الانسان الغفلة تكرمًا منه وترفع عن سفاسف الامور فالمتغافل يتعمد الغفلة عن اخطاء من حوله والتغافل مهارة الاذكياء. 

 اي رأيت وما رأيت وكم هو ممدوح في روايات اهل البيت فمنه ما ذكره أمير المؤمنين (عليه السلام): أشرف خصال الكرم، غفلتك عما تعلم
سمعت ان فلان تكلم عليك تغافلت عنه وعندما رأيته كأنه لم يتحدث عنك بسوء ما اجمل هذه الصفة 

فساد عيشه المرء تدقيقه بكل الامور وتعليقه علي كل صغيرة وكبيرة  وعدم التغافل عنها وهذا يسبب له ارباك وخرب الكثير من العلاقات

 المؤمن بطبيعته كيس فطن يميز بين الامور يعرف خلفياتها ظاهرها وباطنها
 كما يريد  امامنا  الباقر (عليه السلام) المزج بين الفطنة والتغافل  : صلاح شأن الناس التعايش والتعاشر ملء مكيال: ثلثاه فطن، وثلث تغافل

صلاح شأن الزوجين"مثلاً" عندما يتصرف احدهم تصرف او يبدر منه خطأ وكان الجو غير مناسب يتغافل الطرف الاخر ينتطر فترة من الزمن  عنه  لحين الحصول على الجو المناسب وتنبيه الطرف الاخر.
الفطن لا يتلتفت سريع الغضب يصب غضبه بكل شيء الحل الوسط المؤمن فطن ومتغافل .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حوراء بطيخ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/03/20



كتابة تعليق لموضوع : مَنِ الَّذِي أَشْغَلَنِي عَنِ ذِكْرِ رَبِّي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
أدخل كود التحقق : 5 + 7 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net