ماذا جرى الآن؟!
أحقّاً انشقَّ رأسُكَ
أيُّها السلطانُ!
وأنتَ بينَ يدي
ربِّ الأكوانِ
أخبرني يا عليّ
أينَ كانَ
الحرّاسُ عندما سجدْتَ؟
لِـمَ لْـمْ تزرعِ العيونَ في الجدرانِ؟
لِـمَ لْـمْ تجعلهم
في كلِّ مكانٍ
لكي يحيطوا بِكَ
كي لا يمرَّ من فوقِكَ
السيّفُ، وتبقى في أمانٍ؟
أخبرني يا عليّ
لِـمَ لْـمْ تكنْ في صلحٍ
معَ الجميعِ
تبلسُ الوجوهَ، وتحرّفُ الكلمَ
وتأكلُ الحقوقَ
حتى لا تدفعَ
عروسُ الشيطانِ روحَها
لعبدِ الرّحمن
لكي يشتريَ سلاحَهُ
بألفٍ ويسمّمَهُ بألفٍ
ليغتالكَ فجرَ رمضان
أخبرني يا عليّ
لِـمَ لْـمْ تصوّرْكَ العدساتُ
وأنتَ توزّعُ الخبزَ
واللبنَ
على الجياعِ
وتلتقطُ
معهم صوراً كي تنشرها
في حسابكَ الرّسمي
فيما بعدُ
تحتَ عنوان:
عاجلٍ
وردنا الآن؟
أخبرني يا عليّ
هل كنْتَ زاهداً
في نفسكَ، كي تكتفي
بأثيرِ السكوني طبيباً؟
لِـمَ لْـمْ ينقلوكَ إلى أرقى
المشافي سرّاً بموكبٍ بكلِّ
حيطةٍ وحذرٍ!
أو يجلبوا لكَ أشهرَ الأطبّاءِ
من بلادِ كذا، وكذا
لكي تضمنَ شفاءَكَ
بدلاً من الرّقودِ على فراشِ
الموتِ بانتظارِ الأجلِ!
أخبرني يا عليّ
ما هذا التمهّلُ
بالحكمِ؟
لِـمَ لْـمْ ينفّذْ ابنُكَ الأكبرُ
حكمَ الإعدامِ
الفوري
بقاتلِكَ أو يخرجُ
على قناةِ الكوفةِ ويتوعّدُ
الجميعَ بالاقتصاصِ
أو ربّما يجهّزُ الجيوشَ
للحربِ ثأراً
رأسُكَ مقابلَ أربعة
رؤوس مثلاً
وربّما يحتملُ أكثر
فضربةٌ بضربةٍ
لا تجدي نفعاً
أخبرني يا عليّ
لِـمَ لْـمْ تخرجْ خلفَ
جنازتِكَ الألوفُ
ويحضرَ تشييعَكَ حكّامُ
البلدانِ الأُخرى
وتُفترشَ لاستقبالها
السّجاداتُ الحمرُ
وتنثرَ عليها الورودُ
ويصلّي عليكَ
أحدُهم
ثمّ يحضرونَ لقصرِكَ
في الكوفةِ، يقدّمونَ
التعازي لأولادِكَ
وصباحاً يعقدونَ جلسةَ
تنصيبِ الخليفةِ
المناسبِ لهم في بيانٍ
رسميٍّ
تمّ تنصيبُ
فلان بن فلان
خليفةً للمسلمينَ بدلَ
الخليفةِ الرّاحلِ
عليّ بن أبي طالبٍ
والسّلامُ
أخبرني يا علي
لقد جفَّ صبري
وماتَ الكلام.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat