صفحة الكاتب : موسى غافل الشطري

سوريا حرة ديقراطية
موسى غافل الشطري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في سوريا تترادف الأحداث لحث الخطى، نحو إسقاط النظام الدكتاتوري السوري . و من جهتنا كعراقيين ديمقراطيين ، كنا نتطلع لساعة إلحاق الهزيمة بهذا النظام الشمولي ، حاله حال الأنظمة الغاشمة ، بدءً من تونس ومصر و اليمن و ليبيا و غيرها.

و كنا و ما زلنا نبني الآمال و نتطلع للشعب السوري أن يهب  للإطاحة بالنظام . لكننا نكاد أن نفقد الرؤية الواضحة، نتيجة للعتمة  التي تتكاثف، و تلف الواقع السياسي للقوى الفاعلة في ساحة الثورة السورية. و نحن ندرك أيضاً ما تحرص عليه القيادة للقوى الوطنية في الثورة السورية ، بغية عدم خلق الصعوبات مع بعض الدول لكي لا تتعثر طموحاتهم نحو أكمال النصر .

إن ما يقلق : هو ما يجري الحديث عنه ، من محاولات بعض القوى الإسلامية المتشددة و المشخصة بدقة لدى القوى الوطنية ، و التدخلات للبلدان الساعية بكل وضوح ،إلى تكبيل الثورة السورية بمهمات غير مشروعة و مشبوهة ، للعمل على حرف التوجه الحر الديمقراطي للشعب السوري و لتحقيق مصيره بنفسه .

بينما تجري الأحداث على نحو يتطلب  عدم تفويت الفرصة للتحكم بسلامة مصير الثورة الحرة .

  و نتطلع باهتمام كبير للإشارات المطمنة التي صدرت و تصدر أحياناً من قيادة الجيش السوري الحر . و هي إشارات مطمنة و تثير الارتياح لدى الشعب العراقي، و كل الشعوب الطامحة للخلاص : بأن مستقبل الثورة السورية، سوف لن تقع بأيدي متطرفة حمقاء تُسيّرها الحهات الأجنبية ، التي لا يهمها ، غير أن تشعل الحرائق الطائفية ، و تلهب المنطقة بنار لا تبقي و لا تذر ، و التي لا تحدّها حدود .

  و من ثم تغرق بلداننا بسيول عارمة من الدماء و التيه و التشرد. و تكبل الشعب السوري المثخن الجراح ، في إشغاله بمعارك لا يحصد من ورائها ، غير الخسائر الفادحة . و هدر الوقت الثمين ، لإعادة البلد إلى الطريق القويم .

إننا من باب الحرص. ومن باب العلاقة الأخوية التاريخية الحميمة ، التي نرتبط بها مع كل مكونات الشعب السوري الشقيق . متمنين لهذا الشعب ألانتصار و السعي لبناء حياة أفضل . و علاقات أخوية أفضل . الأمر الذي يؤدي بالشعب السوري، أن يعيش بالأمان و أجواء الأخوة و الرخاء. ومن ثم يساهم ـ و هذا مؤكد و ضروري جداً ـ بتوفير السلام و الأمان لشعوب المنطقة العربية و الاسلامية .و بالأخص ما ينبغي أن يتاح للمنطقة المحيطة به، مثل لبنان و فلسطين و الأردن و تركيا . و بالأخص العراق ، الذي ينظر باهتمام و متابعة ساعة بساعة و دقيقة بدقيقة  للتطورات المتلاحقة في الشقيقة سوريا ، التي نأمل أن يخيب أمل القوى الرجعية و الطائفية من جعلها كماشة لتنفيذ مآربهم .

و أمام المعارضة المعول عليها ، من قوى الشعب السوري ، الحر الديمقراطي و الجيش السوري الحر . الذي حتماً سيلعب دوره بقدر ما بذل من دماء و تحرّق لإنقاذ شعبه .

أمامهم المهمة الخطيرة جداً، التي ستحسم الأمور ، عند انتصارهم : في أن توفر اطمئنان القلوب ، و ابتسامة الوجوه لكل الشعوب الشقيقة ، بما فيها الشعب السوري . و أن لا يخيب أملنا : فتحبط كل التمنيات الخيرة التي نطمح لها جميعاً .

 إن من الأجدى لكل الخيرين السوريين ، الساعين إلى حسم الموقف السوري لصالح الشعب : أن يتم الاطلاع على الاخفاقات و النجاح التي تكللت به الثورات في البلدان العربية  التي حسمت الموقف ضد النظم الغاشمة و على وجه السرعة.

  من ناحية أهم : التعرف عن كثب على الظروف المدمرة  التي حدثت في العراق . و كان لدور التطرف الطائفي نصيبه الأوفر في إلحاق الخراب و الفساد ، و هدر الدماء في العراق ، برعاية الدول المجاورة . التي اقتاتت على عطاء مآسي الشعب العراقي. من النظام السوري الذي فتح مراكز التدريب للقاعدة و حزب البعث العراقي ، و رعاية السعودية و قطر و تركيا و إيران. إضافة لأمريكا التي كانت تساهم بهذا الدور بعزم استثنائي .

  إن اطلاع الأخوة السوريين ، من قادة الجيش السوري الحر. و المعارضة الوطنية . على حسنات و سيئات التجربة العراقية ، الفريدة من نوعها سلباً و إيجاباً. و العوامل التي ألحقت الأذى بشعبنا ، سوف يكون بوسعهم امتلاك الفرصة الذهبية مبكراً ، للمساهمة بتلافي الكثير من المطبات . و التعرف على لصوصية سراق انتصار الشعوب للحفاظ على كراسيهم . تلافياً للساعة الموعودة لهزيمتهم عن قريب .

  و قد فعل قادة الشعب الليبي الشقيق ، الذين اطلعوا مباشرة ، قبل حسم انتصار الشعب الليبي بقيادة محمود جبريل ، و غيرة من الاخوة ، و ها هم يجنون ثمار مبادرتهم ، و نأمل لهم كل الخير .

نحن ندعو عبر كل الشرفاء السوريين : أن يتم استباق الأحداث ، قبل إسقاط النظام السوري ، للإحراز الانتصار ، و إلحاق الهزيمة بكل المخططات ألتي تريد أن تصنع من انتصار الشعب السوري كماشة لمآربها الشريرة ، و من ثم إلحاق الهزيمة المنكرة بكل أدوات الشر ، التي لا تجلب سوى المتاعب و الإلهاء للشعب السوري الشقيق .

  إن أي نوع من هيكلية الحكم السوري القادم ، سواء أكان حكماً يتحمل مسؤولياته الوطنية الديمقراطية الأمينة ، أو لا سامح الله : القوي المتطرفة دينياً ، أمثال القاعدة ، سيكون له الأثر الهائل على المنطقة بكاملها . و سيقلب موازين القوى . و سيعلن عن المستقبل غير المرئي لمنطقة الشرق الأوسط ، و ربما للعالم أجمع .

  أيها السوريون الشرفاء . يا من تدفعون فاتورة دماءكم ، من أجل انتصار الحرية للشعب السوري . أنتم ترسمون الطريق السوري . و تعبدوه بدمائكم . و نرجو أن تحققوا انتصاركم الكامل بوأد المحاولات المشبوهة ، وهي في مهدها ،الساعية لتأجيج الكوارث في المنطقة  و أختطاف انتصاركم . كل أمنياتنا أن تحرزوا النصر المبين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


موسى غافل الشطري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/07/22



كتابة تعليق لموضوع : سوريا حرة ديقراطية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net