في سوريا تترادف الأحداث لحث الخطى، نحو إسقاط النظام الدكتاتوري السوري . و من جهتنا كعراقيين ديمقراطيين ، كنا نتطلع لساعة إلحاق الهزيمة بهذا النظام الشمولي ، حاله حال الأنظمة الغاشمة ، بدءً من تونس ومصر و اليمن و ليبيا و غيرها.
و كنا و ما زلنا نبني الآمال و نتطلع للشعب السوري أن يهب للإطاحة بالنظام . لكننا نكاد أن نفقد الرؤية الواضحة، نتيجة للعتمة التي تتكاثف، و تلف الواقع السياسي للقوى الفاعلة في ساحة الثورة السورية. و نحن ندرك أيضاً ما تحرص عليه القيادة للقوى الوطنية في الثورة السورية ، بغية عدم خلق الصعوبات مع بعض الدول لكي لا تتعثر طموحاتهم نحو أكمال النصر .
إن ما يقلق : هو ما يجري الحديث عنه ، من محاولات بعض القوى الإسلامية المتشددة و المشخصة بدقة لدى القوى الوطنية ، و التدخلات للبلدان الساعية بكل وضوح ،إلى تكبيل الثورة السورية بمهمات غير مشروعة و مشبوهة ، للعمل على حرف التوجه الحر الديمقراطي للشعب السوري و لتحقيق مصيره بنفسه .
بينما تجري الأحداث على نحو يتطلب عدم تفويت الفرصة للتحكم بسلامة مصير الثورة الحرة .
و نتطلع باهتمام كبير للإشارات المطمنة التي صدرت و تصدر أحياناً من قيادة الجيش السوري الحر . و هي إشارات مطمنة و تثير الارتياح لدى الشعب العراقي، و كل الشعوب الطامحة للخلاص : بأن مستقبل الثورة السورية، سوف لن تقع بأيدي متطرفة حمقاء تُسيّرها الحهات الأجنبية ، التي لا يهمها ، غير أن تشعل الحرائق الطائفية ، و تلهب المنطقة بنار لا تبقي و لا تذر ، و التي لا تحدّها حدود .
و من ثم تغرق بلداننا بسيول عارمة من الدماء و التيه و التشرد. و تكبل الشعب السوري المثخن الجراح ، في إشغاله بمعارك لا يحصد من ورائها ، غير الخسائر الفادحة . و هدر الوقت الثمين ، لإعادة البلد إلى الطريق القويم .
إننا من باب الحرص. ومن باب العلاقة الأخوية التاريخية الحميمة ، التي نرتبط بها مع كل مكونات الشعب السوري الشقيق . متمنين لهذا الشعب ألانتصار و السعي لبناء حياة أفضل . و علاقات أخوية أفضل . الأمر الذي يؤدي بالشعب السوري، أن يعيش بالأمان و أجواء الأخوة و الرخاء. ومن ثم يساهم ـ و هذا مؤكد و ضروري جداً ـ بتوفير السلام و الأمان لشعوب المنطقة العربية و الاسلامية .و بالأخص ما ينبغي أن يتاح للمنطقة المحيطة به، مثل لبنان و فلسطين و الأردن و تركيا . و بالأخص العراق ، الذي ينظر باهتمام و متابعة ساعة بساعة و دقيقة بدقيقة للتطورات المتلاحقة في الشقيقة سوريا ، التي نأمل أن يخيب أمل القوى الرجعية و الطائفية من جعلها كماشة لتنفيذ مآربهم .
و أمام المعارضة المعول عليها ، من قوى الشعب السوري ، الحر الديمقراطي و الجيش السوري الحر . الذي حتماً سيلعب دوره بقدر ما بذل من دماء و تحرّق لإنقاذ شعبه .
أمامهم المهمة الخطيرة جداً، التي ستحسم الأمور ، عند انتصارهم : في أن توفر اطمئنان القلوب ، و ابتسامة الوجوه لكل الشعوب الشقيقة ، بما فيها الشعب السوري . و أن لا يخيب أملنا : فتحبط كل التمنيات الخيرة التي نطمح لها جميعاً .
إن من الأجدى لكل الخيرين السوريين ، الساعين إلى حسم الموقف السوري لصالح الشعب : أن يتم الاطلاع على الاخفاقات و النجاح التي تكللت به الثورات في البلدان العربية التي حسمت الموقف ضد النظم الغاشمة و على وجه السرعة.
من ناحية أهم : التعرف عن كثب على الظروف المدمرة التي حدثت في العراق . و كان لدور التطرف الطائفي نصيبه الأوفر في إلحاق الخراب و الفساد ، و هدر الدماء في العراق ، برعاية الدول المجاورة . التي اقتاتت على عطاء مآسي الشعب العراقي. من النظام السوري الذي فتح مراكز التدريب للقاعدة و حزب البعث العراقي ، و رعاية السعودية و قطر و تركيا و إيران. إضافة لأمريكا التي كانت تساهم بهذا الدور بعزم استثنائي .
إن اطلاع الأخوة السوريين ، من قادة الجيش السوري الحر. و المعارضة الوطنية . على حسنات و سيئات التجربة العراقية ، الفريدة من نوعها سلباً و إيجاباً. و العوامل التي ألحقت الأذى بشعبنا ، سوف يكون بوسعهم امتلاك الفرصة الذهبية مبكراً ، للمساهمة بتلافي الكثير من المطبات . و التعرف على لصوصية سراق انتصار الشعوب للحفاظ على كراسيهم . تلافياً للساعة الموعودة لهزيمتهم عن قريب .
و قد فعل قادة الشعب الليبي الشقيق ، الذين اطلعوا مباشرة ، قبل حسم انتصار الشعب الليبي بقيادة محمود جبريل ، و غيرة من الاخوة ، و ها هم يجنون ثمار مبادرتهم ، و نأمل لهم كل الخير .
نحن ندعو عبر كل الشرفاء السوريين : أن يتم استباق الأحداث ، قبل إسقاط النظام السوري ، للإحراز الانتصار ، و إلحاق الهزيمة بكل المخططات ألتي تريد أن تصنع من انتصار الشعب السوري كماشة لمآربها الشريرة ، و من ثم إلحاق الهزيمة المنكرة بكل أدوات الشر ، التي لا تجلب سوى المتاعب و الإلهاء للشعب السوري الشقيق .
إن أي نوع من هيكلية الحكم السوري القادم ، سواء أكان حكماً يتحمل مسؤولياته الوطنية الديمقراطية الأمينة ، أو لا سامح الله : القوي المتطرفة دينياً ، أمثال القاعدة ، سيكون له الأثر الهائل على المنطقة بكاملها . و سيقلب موازين القوى . و سيعلن عن المستقبل غير المرئي لمنطقة الشرق الأوسط ، و ربما للعالم أجمع .
أيها السوريون الشرفاء . يا من تدفعون فاتورة دماءكم ، من أجل انتصار الحرية للشعب السوري . أنتم ترسمون الطريق السوري . و تعبدوه بدمائكم . و نرجو أن تحققوا انتصاركم الكامل بوأد المحاولات المشبوهة ، وهي في مهدها ،الساعية لتأجيج الكوارث في المنطقة و أختطاف انتصاركم . كل أمنياتنا أن تحرزوا النصر المبين .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat