أثار سؤالها أ تبقى قصائدك بلا وطن ؟!!! كوامن الشجن في صدري حين رأتْ قصائدي مشتتة في كل مكان ولم يجمعها ديوان ؟!!! فقلت لها :
الجزء الأول
لا تنكريني في محافلِ موطني
إنْ لمْ تري إسمي معَ الأسماءِ !!!
فالعاشقون لموطني أعداؤهُ
والظالمونَ لَهُ من الأبناءِ !!!
أضحى الأصيل عن العراق مبعّداً
والودُّ والخيراتُ للدخلاءِ
لولا الطغاة لما شقيت بغربةٍ
أنا خيرةُ الأبناءِ والأصلاءِ
أنا ما شعرتُ بغربةٍ في مهجري
ويعدّني وطني مِنَ الغرباءِ
بديار أهلي بات حالي كاليتيمِ
على موائدِ ألأمِ اللؤماءِ
هذا التجاهل والتعامي لم يكنْ
إلا لقاصدهِ أمضَّ هجاءِ
ليتَ الذين سعوا لحجبِ أشعتي
كانوا لضوء الشمسِ من أكفائي
مَنْ غضَّ طرفهُ عنْ قصيدي أكمهٌ
كانَ اعتذارُهُ زحمةَ ألأضواءِ !!!
أو جاهلٌ متعاقلٌ ومكابرٌ
أنّى يرى ببصيرةٍ عمياءِ ؟!!!
حاشا لمثلي أن يداهنَ باطلاً
أو أنْ يخالطَ مجمعَ الجهلاءِ
بقصائدي أضحى الزمانُ مردّداً
ومبشِّراً بي خاتمَ الشعراءِ
ويخالُ منْ يُصخي لحسنِ بيانهِ
شدو البلابلِ كان من أصدائي
هل هزَّ شعري منكِ حلوَ مشاعرٍ
وأثارَ فيكِ كوامن الأهواءِ
أصغي إلى غزلي تذوبي مثلما
ذابتْ برقّتهِ قلوبُ نساءِ
يحلو الغناءُ لعاشقٍ عند اللقاء
ويزدهي في روعة الاصغاءِ
أنا حين أشدو في هواك كأنني
أسمو بتحليقي إلى الجوزاء
وأكاد ألمسُ شبهَ وجهكِ في السّما
من ذا يدانيني بذي العلياءِ
فهواك لم يتركْ بقلبي فسحةً
إلا مكانَ الحلةِ الفيحاءِ (1)
(1) الحلة : مدينتي الحبيبة ومسقط راسي
مدينة الحضارة والتاريخ بابل
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat