(1)
حياةٌ بلا معنىً تنزُّ مهازلا
تكونُ على الحرِّ الكريم زلازلا !!!
فما بالها الدّنيا تضيمُ ذوي الحجا
وتغدو عدوّاً للفضيلةِ قاتلا
ويا ليتَها تحظى بعقلٍ ومنطقٍ
أحاورها عمّا رأيتُهُ سائلا !!!
تناقضُها يودي العقولَ منَ الأسى
ومن عجبٍ فيها نعاينُ عاقلا !!!
تناقضُها أفشى بسرٍّ فلم تكنْ
سوى مومسٍ عمياءَ تعشقُ باطلا
حماقتُها نّمتْ على سوءِ طبعها
تحاربُ ذا فِكْرٍ وتحضنُ جاهلا !!!
أراذلُها سادوا وذلّ كرامُها
فكانَوا دماراً للبريّةِ شاملا
وأدمتْ قلوبَ الصادقينَ بغدرها
وأبكتْ عقولاً في الظلام مشاعلا
وأوجعُ ما يُفري الفؤادَ أرى بها
عيوبَ لئامٍ تستحيلُ شمائلا
ومن شِيَمِ الدنيا بدون عدالةٍ
تخاصمُ مظلوماً وتظلمُ عادلا
وتهضمُ ذا وعيٍ وتُسعدُ تافهاً
وتخفضُ مرفوعاً وترفعُ سافلا
ومنْ سفهِ الدنيا وشرِّ صروفها
تسيّدُ صعلوكاً وتكرمُ فاشلا
وتبغضني دنيايَ لا لمثالبٍ
فشيمتُها السّوأى تحاربُ فاضلا
وإنّي غريبٌ حيثما كنتُ ثاوياً
لأني صدوقٌ لا أداري مخاتلا
وإنْ قلَّ أصحابي وعشتُ بعزلةٍ
فإني صريحٌ لا أكونُ مجاملا
وإني سأبقى للعراق مغرداً
وإن كنتُ من حُلْي التعاطفِ عاطلا
أحنُّ اشتياقاً للعراق وليتَني
أطارحُ في ظلِّ النخيلِ البلابلا
اليكَ أبا النهرينِ جدُّ شائقٍ
بعثتُ من المنفى قصيدي رسائلا
وطالَ وقوفي في المنافي ولم أزلْ
يراودني حلمٌ أعانقُ بابلا !!!
ودبَّ بيَ اليأسُ المريرُ وهالني
رأيتُ الأماني في العراقِ ذوابلا
*** *** ***
(2)
أكنُّ الودادَ المحضَ للحرِّ ذي الإبا
عليَّ كبيرٌ أن أودّ الأسافلا
سواسيةٌ عندي الأنامُ جميعهمْ
عليهم ذوو الألباب زادوا منازلا
كأنّي إلى الدّنيا أتيتُ مهذّباً
فلستُ إذا مالتْ عن الحقِّ مائلا
فلا عجبٌ إمّا بوجهي تجهّمتْ
فإنّي أبيٌّ لا أداهنُ باطلا
وأُفصحُ عن رأيٍ حصيفٍ مجاهراً
ولستُ بهيّابٍ إذا كنتُ قائلا
وإنّي وحيدٌ كالهلالِ بعالمي
رفيقي إبائي حيثما كنتُ راحلا
فمذْ كنتُ طفلاً للمرائينَ قالياً
وأمقتُ مهذاراً منَ الناسِ جاهلا
وآبى ودادَ الجاهلينَ ومدحهمْ
وأهوى كريماً صادقَ الودِّ عاقلا
ومُذْ كنتُ طفلاً للحقيقةِ ساعياً
وآبى قيوداً للحجا وسلاسلا
أبيتُ تقاليداً وددتُ زوالها
فأضحى قطيعُ الجهلِ كالسدِّ حائلا
إذا ساد جهلٌ بالفهاهةِ محفلاً
بدا الدهرُ حقاً في البريّةِ هازلا
رأيتُ كراماً في الطباعِ جواهراً
كما بانَ جَمْعُ التافهينَ جنادلا
وأسوء ما ألقى صفاقاً وجوههمْ
وناساً أراهم في النفاقِ مناجلا
وأحقرُ ما ألقى من الناس طغمةً
ذوي حسدٍ أضحوا عليَّ معاولا
وأقبحُ ما ترنو العيونُ حثالةً
تظنُّ جزافاً للبحار سواحلا
وحاشى أودُّ الخبَّ لو كانَ صاحبي
تبدّى أمامي كالذبابِ مجاملا
يهشُّ بوجهي في الرخاءِ مرّحباً
ولكنْ أراهُ في الشدائدِ خاذلا
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat