صفحة الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني

الحلة الفيحاء في عيني
رزاق عزيز مسلم الحسيني

لامني أحد الأصدقاء لكثرة التغني ببلادي ولا سيما مدينتي الحبيبة ومسقط رأسي الحلة الفيحاء وقال لي أنت في الجنة وتحنُّ مشتاقا للحلة التي لم تذكرك يوما إبنًا باراًّ بها فقلت له

مروجُ الحلةِ الفيحاءِ أحلى

من الجناتِ في المنفى جميعا

بها مغنى الصِّبا وديارُ أهلي

رأيتُ فراقها القاسي مُريعا

أحنّ لها اشتياقاً مثلَ أُمّي

كأنّي لم أزلْ طفلاً رضيعا

لو انّي في جنانِ الخلدِ أثوي

لضجَّ لها الفؤادُ هوىً نزوعا

ومهما قلتُ فيها دون وصفي

أراها أجملَ الدُّنيا ربوعا

وفيها العيشُ أطيبُ من سواها

ولو كانَ الكفافُ بها قنوعا

ولستُ بطالبٍ قصراً منيفاً

فما أرجوهُ لي كوخاً وديعا

وعن عذلٍ بها أغلقتُ أُذني

وكنتُ لها مدى عمري سميعا

إليها إنْ أعدْ يرجعْ شبابي

وكلُّ فصولهِ تغدو ربيعا

متى عيناي تكتحلان فيها

وتمسحُ فوقَ خدَّيَ الدموعا

وأخبرها ببعدكِ شاب قلبي

ورأسي أشيبٌ أضحى صقيعا

وأخفي بين أضلاعي فؤاداً

بما لاقيتُ في المنفى صديعا

فما مستغربٌ أبكي هواها

بكائي لم يكن ذُلّاً وضيعا

وأخفي في حنايا الصدر قلباً

بطول فراقها كالصابِ ريعا

مقامي طالَ في برْدِ المنافي

متى الأيامُ تأذنُ لي رجوعا

على مَ الهجرُ يا أغلى الأماني

وكنتُ ولم أزلْ برّاً مُطيعا !!!

إذا رانَ الظلامُ على بلادي

لها الأضلاع أوقدُها شموعا

فرفقاً يا بلادي بالمعنّى

بحبّكِ لم يزلْ صبّاً ولوعا

شدوتُ هواكِ ردحاً من زماني

وحاشا فيكِ شدوي أنْ يضيعا

تردّدهُ العذارى كالأغاني

تكادُ تذيبُ رقّتُهُ الضلوعا

هل استنشقتِ من عطر القوافي

رجوتُهُ في دياركِ أن يضوعا

شدوتُ الشعر حبّاً وافتخاراً

وعندكِ ليتهُ أضحى شفيعا

برغم الشانئينَ لهُ سيبقى

على الأفواه مرويّاً بديعا


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رزاق عزيز مسلم الحسيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/09/24



كتابة تعليق لموضوع : الحلة الفيحاء في عيني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net