التسبيح عامل قوة للإنسان
خديجة عبدالواحد ناصر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خديجة عبدالواحد ناصر

قال تعالى : {...وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا...} طه: 130
إن التسبيح يفتح للانسان آفاقاً واسعة من الشعور بالقوة المستمدة من الله العظيم المنـزّه عن كل عيب ، ويجعلك تعيش الإحساس بالاحتقار لكل من عداه مهما بلغت قوته.
كما أن الحمد الذي يتحرك مع التسبيح سوف يطل بك على كل صفة كمال وجلال لله سبحانه، فينفتح لك الحق كله، والخير كله، والكمال كله، والجلال كله، بما تمثله كلمة الله من آفاق المطلق الذي لا حدود له.
وهكذا يكون التسبيح بالحمد انطلاقة روحية تخفف من أثقال الجهد الشديد الذي قد يسقط الإنسان من خلاله في حالة من الإعياء أو اليأس، ويقوده ـ بعد ذلك ـ إلى التراجع أو الانسحاب، لأن اللقاء بالله ـ والعيش معه من خلال الذكر ـ في تسبيح الله وحمده، يعطي الإنسان الشعور بتجدد القوة وتعاظمها، وبحيوية النشاط وفعاليته، ويدفعه إلى الامتداد تحت عناية الله ورعايته، قبل أن يبدأ يومه، لتكون بدايته من موقع الاستعداد ليوم عمل رسالي جديد في الدعوة وفي الجهاد، وقبل أن يبدأ ليلته، لينفض عنه سلبيات ما عاناه في يومه من صدمات وتحديات، فلا تترك تأثيرها على مشاريعه في الليل، وليخطط لنشاط روحي إسلامي في الليل بعيداً عن الانسحاق تحت تأثير الضغوط النفسية والمادية من حوله.
&&&&
(ودائعّ من وحي القرآن)
《القناعة بقسمة الله ونعمته》
قال تعالى :{وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ} طه: 131
عندما يُغفل القلب ويُستغرق في الأجواء المحيطة به وعندما يسرح البصر وينشغل بالزخارف والمباهج التي تمتد أمامه وتتحرك العينان في قلبه وفي وجهه.. لتتلهيا بما أغدقه الله على هؤلاء الطغاة أو غيرهم، من مال وجاه وبنين وشهوات، يؤدي ذلك إلى الانبهار بالدنيا المحيطة بهم، والمتحركة في أوساطهم، فيتمنى الإنسان لنفسه ما قسمه الله لغيره، ويشعر بالحسرة إذا لم يحصل على ما حصلوا عليه، وهنا يندفع للاعتداء على الآخرين بهدف الحصول على ما يريد ولو بطريقة غير شرعية، وبذلك ينحرف عن الخط المستقيم، وينزلق إلى مهاوي الدنيا ومغرياتها. ولكن الدنيا زائلة مهما كبرت واتسعت وامتدت، لأن زخارفها زينة ليس إلاّ، وهي لا ترفع شأناً ولا تضع وزراً، إنما هي شيء يحلو للنظر فينبهر به، أو شيء يتوهّج ويشتعل ويلتهب، ثم يخبو تدريجياً ويتحول إلى رماد. ولهذا فعلى الإنسان المؤمن ألاّ يتعلق بها إن أقبلت أو يتحسر عليها إن أدبرت، إنما يراها على حقيقتها كظاهرة طارئة فانية مستهلكة زائلة، وزعها الله على عباده تبعاً لحكمته وبحسب مقادير الأشياء في الكون على كل المستويات.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat