(تجليات قربة )4
خديجة عبدالواحد ناصر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خديجة عبدالواحد ناصر

اطلعت على حياة مولاي العباس وحياة جميع أهل البيت عليهم السلام، كنت أسمع أحاديثهم ومحاوراتهم وجميع الأمور المتعلقة بشؤون الحياة، من مزايا مولاي عليه السلام اعتزازه بإخوته وخاصة الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام سيدي شباب أهل الجنة، لمولاي العباس 15 أخ كان يعتز بأخوتهم، وكل واحد منهم له مزاياه، كان يحب أن يسقيهم من مائي، وكنت أشعر أنهم ينظرون إلي كميزة من مميزات العباس هذه الميزة لم أكتشفها إلا في نهاية حياتي، أدركت معناي، كان من إخوته الحسن والحسين والمحسن وهم من سيدة نساء العالمين، ومحمد بن الحنفية أمه خولة، عبد الله وجعفر وعثمان من أم البنين أمه عليها السلام، عمر الأطراف والعباس الأصغر أمهم الصهباء، ومحمد الأصغر أمه أمامه بنت أبي العاص، يحيى وعون أمهما أسماء بنت عميس، عبد الله أبو بكر أمهما ليلى بنت مسعود محمد الأوسط أمه أم ولد، مكنني الله سبحانه وتعالى أن أعرف كل متعلقات العباس عليه السلام من البيت والميادين وغرف الدرس، تسالني قربة من القرب المجاورة عن محنه ترويها ألسن العابرين بأن محمد بن الحنفية اعترض على إمامة الحسين عليه السلام وهذا الحديث ليس له صحه في هذا البيت بمعنى أن القضية ليست فيها عقد ومشاكل قال محمد بن الحنفية بحق الحسين هو إمامي وسيدي، الحسين أعلمنا علما وأثقلنا حلما وأقربنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، اختار الله محمدا واختار محمدا عليا واختار مولاي الحسن واختار الحسن مولاي الحسين سلمنا ورضينا بمن هو الرضا وممن نسلم به من المشكلات.
وهذه القضية كلها كنت على اطلاع عليها قلت للقرب ما أعرفه عن كلمة قالها مولاي أمير المؤمنين وبقيت أعيش فيها وأطقس أخبارها، يقول مولاي أمير المؤمنين (تأبى المحامدة أن يعصى الله) رحت أتنصت علني أعرف من هم المحامدة عرفتم إنهم مولاي محمد بن الحنفية ومحمد بن جعفر الطيار ومحمد بن أبي حنيفة ابن خال معاوية سأحدثكم عن محمد بن أبي حنيفة كان محمد بن أبي حنيفة من أنصار علي وخيار الشيعة وبعد شهادة علي عليه السلام حبسه معاوية دهرا حين لم يتبرأ من المشايعة علي وولده وبعد أن أخرجه حمله على البراءة من والموالاة لعثمان، قال له إني لا أعلم أحدا شارك في دم عثمان غيرك حين استعمرك وخالف المسلمين في رأيهم عليك بعزله حتى جرى عليهم ما كان وأن طلحة والزبير وصاحبة الجمل هم الذين قالوا عليه وشهدوا عليه بالجريمة وإني أشهد أنك مذ عرفتك في الجاهلية والإسلام لعلى خلق واحد ما زاد الإسلام فيك شيئا، وعلامة ذلك أنك تلومني على حبي لعلي وقد خرج معه كل صوّام قوّام من المهاجرين والأنصار كما خرج معك أبناء المنافقين والطلقاء، والله يا معاوية ما خفي عليك ما صنعت ولا خفي عليهم ما صنعوا إذ أحلوا أنفسهم بسخط الله بطاعتك وإني لا أزال أحب عليا لله ورسوله وأبغضك في الله ورسوله أبدا ما بقيت ثم رده إلى السجن حتى مات فيه.
مثل هذه الحكايات تدور في البيت استطعمها وأسجلها في ذاكرتي، قيل لمحمد بن الحنفية لم يغرر بك أبوك في الحرب ولا يغرر بالحسن والحسين عليهم السلام فقال، إنهما عيناه وأنا يمينه فهو يدافع من عينيه بيمينه، وأما عمر الأطراف له حكاية تنشف الريق، الرواة نقلوا أنه من شهداء الطف عليهم السلام وأنا أعرف جميع شهداء الطف واحدا واحدا، وسأخبركم بأمر قد لا يرويه الرواة، لقد أشار على الحسين عليه السلام بالبيعة ليزيد فقال له أن أبي حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم بقتله وقتلي وأن تربته إلى جنب تربتي أتظن أنك تعلم ما لا أعلمه، فوالله أعطي الدنية من نفسي، وأما هو فقد تخلف عن الطف وعبيد الله بن النهشلية لم يحضر الطف التحق بمصعب وجدوه في المنار من سواد البصرة مذبوحا في حفرة ولم يعلم أحد من هو قاتله، كنت أرى الحزن يقطع قلب العباس كلما يقتل واحد من إخوته وكان لمولاي العباس عليه السلام 12 أخت منهن من توفيت أيام أبيهن مثل زينب الصغرى جمانة أمامه أم سلمة، رملة الصغرى ومنهن من تزوجت مثل زينب الكبرى زوجها عبد الله بن جعفر الطيار أولادها جعفر عباس علي الزينبي عون الأكبر، وأخته أم كلثوم زوجها ابن عمها القاسم بن محمد الطيار ورقية عند ابن عمها الشهيد مسلم بن عقيل ولها عبد الله علي محمد، وتزوج أم كلثوم ولدت له حميدة بعد وفاه رقية طبعا، وفاطمة بنت علي عند أبي سعيد بن عقيل ولدت له سعيد، وأم هاني لها عبد الرحمن ومحمد بن عبد الله الأكبر بن عقيل وأمامة وأم الحسن.
كانت علاقة مولاي العباس بزينب لها منزلة عميقة، الروايات عن مولاتي أم البنين عليها السلام كثيرة وأغلبها كانت تدور في البيت الذي فيه العباس عليه السلام ومن غرفته، كانت مخلصة في ولائها من ضمن ما تروي أو يروى عنها أنها أطلقت على نفسها أم البنين كي لا يتذكر الأطفال أمهم حين يناديها فاطمة، بعض الذكريات لا تنسى أبدا في ذاكرة قربة العباس عليه السلام، وقد أطيل لكم الحكاية أو أكرر بعض المواقف، هل تعرفون بيوم ولادة العباس عليه السلام نضج الفرح في هذا اليوم
ولد العباس عليه السلام يوم الرابع من شعبان سنه 26 هجرية نظر إليه الإمام علي عليه السلام وهو في قماطه وكأنه يعلمه موقفه يوم الطف، يا إلهي أنا على الجدار وأسأل ما عظمة الطف في يوم مولده، كنت لا أعرف حينها ماذا يعني الطف، تصورته فرحا ففرحت، أجمل موقف في حياتي حين أسمع كنى والقاب العباس عليه السلام كان بعض الناس يكنوه أبو قربة يا لجمال هذه الكنية.. الله لو تعرفون كم تسعدني، وأبو القاسم وأبي الفضل فكان اسم ولده الفضل أما أحسن الألقاب التي كانت تسعدني لقب قمر بني هاشم، باب الحوائج وكان يلقب بالشهيد، العبد الصالح، وما يربطني أنا بالفرح فهو لقب السقاء، الله الله يسعدني ولا أحد من المسلمين ينسى موقف أهل البيت في قضية الفرات لما نزل بجيشه على الفرات فاز معاوية بالفرات منع الماء عن جيش الإمام علي عليه السلام وحين استرد الإمام علي عليه السلام الفرات أراد أن يعلمه الدرس فأطلق الماء للأعداء أباح الماء لهم، سأحدثكم يوما كيف حملني العباس عليه السلام مع السيف واخترق الصفوف إلى الفرات وأبت نفسه أن يشرب دون أن يسقي الحسين وأهله حملني بين ذراعيه متوسما البهجة..
أطلت عليكم الحكاية، أنا أشكركم لحسن الإصغاء.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat