صفحة الكاتب : خديجة عبدالواحد ناصر

تهجدات نخلة ..2
خديجة عبدالواحد ناصر

 كتب عن ميثم الكثير من العلماء والمؤرخين والكتاب انه احد حملة علم المنايا والبلايا والتفسير وصلابة الايمان واليقين وكان زاهدا صواما قواما فصيحا بليغا وله شان عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ،

وانا ارى كل ما كتب عنه يعد قاصرا بالنسبة لتاريخ ميثم التمار وارى ان هناك الكثير من حياته لابد ان يدرس والكثير مما كتب يحتاج الى اعادة نظر ليعمل العالم المسلم الى كتابة تعريف حقيقي يعرف الناس المكانة الحقيقية لميثم التمار
بعض السير التي كتبت عن مولاي ميثم شوهت معالم السيرة وضيعت خصوصية تربيته ونصرته في حركته الجهادية
انا ابكي، ابكي كثيرا حين اقرا ما يكتبون لهذا انتظر من يعمل على سد مناطق الفراغ في حياته المزدانة بالفعل والحراك ، نريد من ينظر الى حالته الاجتماعية والسياسية والعسكرية وتقديم قراءة منصفة، افرح كثيرا عندما اجد من من ينصف مولاي بعلمه وسعيه الفكري
النقطة الجوهرية التي ركز عليها علماء الانصاف التربية الخاصة لأمير المؤمنين لم تكن تنفع لولا وجود الاستعداد الفطري والذاتي عند ميثم التمار، والذي استثمر علاقته باهل البيت عليهم السلام وحولها الى سلوك عقائدي وذاتي الامام عليه السلام التقى بالكثير من الناس ، لكن عدد محدود من الاشخاص جعلهم من حواريه واخص اصحابه ، قال حكيم كوفي عني حكمة اذهلت الكثير انظروا لنخلة ميثم فاني اراها مبتسمة دائما فالتزم الصمت خجلا من مديح اشتهيه ،مولاي ميثم جعلني اتمتع ببركات تفردي بين النخيل، لماذا اختص الامام بعدد محدود من الاشخاص ليجعلهم من حواريه؟ السبب هو البحث عمن لم تتلوث فطرته الانسانية ،لندرك حقيقه شخصيته سلام الله عليه
يمتلك النخل مميزات قد لا يعرف الناس للنخلة عين تبصر القلوب وتتمحص النوايا ،تعرف مصادر الخير اين تكون ومن المميزات الاخرى انها شامخه بمكانها تحتفظ بزمانها ورغم هذا تمر بأزمنة تختلف في البنية وفي مقومات الحياة،
عانى المجتمع الكوفي بمثل هذه التعرجات بعد استشهاد الامام علي عليه السلام في سنه 40 هـ تبدلت فيها الولاءات وتساقط الناس وانهارت مبادئ دينية وتبددت مواقف كثير من هم، الا ان قليل من الناس لم يتأثر بتلك الزوابع وبقى محافظا على نقاء ولائه لأهل البيت عليهم السلام دون ان تؤثر فيه اغراءات المال السياسي او السمعة او السلطان، اسمع البعض من الناس يطلق عليه تسميات عز تبهجني مثل نخلة الصبر/ نخلة الصمود/ نخلة التصدي/ نخلة العز / نخلة التاج/ نخلة الشهيد/نخلة ميثم التمار/ واهل الكوفة يشهدون ان شعاعا ينزل علي من السماء في كل فجر مع الله اكبر،
صمد مولاي ميثم التمار مع القلة التي صار عليها ان تدفع ضريبة الثبات والجهر بمركزية و حق اهل البيت عليهم السلام ومرجعيهم الدينية والسياسية لابد ان يدفع ما دفعه الانبياء والاولياء من ضريبة
سأخبركم وانا نخلة ما جادت به  من مواقف الايمان انتم تسمونها اليوم بالموقف السياسي، احدثكم في المواجهة السياسية مواجهة الايمان وليس البشر وحده من مارس الجهاد ومن شملته عقوبة الصمود فقد تعرضت المواجهة السياسية لقطع رؤوس النخيل والشجر وكل عمران لا يوافق سياسة الطغاة عبر القرون ساخبركم عن الاشياء المروعة التي حدثت
برزت في الكوفة شخصيات حركية غيرت من نمط المعتاد عرفا ودينا وسلوكا ،هذا طبيعي كون نتاج الايمان العميق حول تلك التربية الالهية وذلك الايمان الى عمل متجسد وفعل واضح غير مستتر يعتمد على ما تجود به العواطف من ردة فعل تخفت  بخمول جدوة المصيبة، الم اقل لكم اني غنيه بالتجارب عبر الازمنة التي عشتها لذلك اشعر ان حديثي مفهوم عندكم لأنه حديث الولاء لأهل البيت الولاء شرف ونزاهة امة ، من خان الولاء خان الضمير والتاريخ ،لقد حول ميثم التمار وحجر بن عدي وكميل وغيرهم من حواري الامام علي عليه السلام سلبية العواطف الى ثورة الرفض الحقيقية التي مهدت وربت بدورها مجتمع كمجتمع الكوفة بأمزجته المختلفة،
تشير الروايات الى وجود بعد غيبي في شخصية  ميثم التمار يحمل ملامح الرقي الديني والإيماني، النبي صلى الله عليه واله وسلم يشير الى وجوده ويوصي الامام عليا عليه السلام بالاهتمام، وهذا الاهتمام يدل على مكانة ميثم عند النبي صلى الله عليه واله وسلم والقضية الثانية عند الذي اوصى بضرورة الاهتمام بمجموعة من الشخصيات والاشادة بمحوريتها المستقبلية ، ميثم حاله حال اويس القرني اذ كان الامام عليه السلام متيقنا اللقاء به وتم اللقاء فعلا ،النبي صلى الله عليه وسلم يشير الى عظمة مثل هذه الناس الذين وصلوا الى مرحلة التكامل وتلاقي الروح مع اهل البيت عليهم السلام ولولا ذلك لما اهتم الرسول بلقاء اويس او ميثم،
هل تسمح لي ان اتحدث بما في القلب من الم ومرارة واعتبرها هم نخلة عراقية تشعر بحرقة الولاء عبر التاريخ ،يجرحني الكثير من الناس حين يقولون سيدك ميثم مولى عبد اعجمي ابكي بحرقة والم لماذا تركز الروايات على هذا الجانب؟  لماذا نحن كعرب ننظر الى قيمة المرء بتقييم عنصري؟ هذا مولى وذاك حر هذا اعجمي وذاك عربي ورواية تشير الى ان ميثم عبد وانه غيرعربي والسبب انه مولى اعجمي، اليس من حقي ان اسال وانا عمتكم النخلة وخاصة اني نخلة ميثم ،هل مثل هذه السمات (مولى ــ اعجمي) هي سمات اصيلة في الفكر الاسلامي، ام انها سنة دخيلة اخترقت ثابت الاسلامي ، لماذا ينتقص العربي من الشخص الغير عربي؟ لماذا هذه العنصرية ؟ هل في مصدر التشريع ما يجيز لهم هذه القاعدة المريرة التي مزقت قلبي، ما الذي تغير في المجتمع الاسلامي؟ هذا الذي تغير، ابتعد عن قاعدة الدين باسم الدين ، الاسلام لا يفرط بإنسانية احد حتى من هم خارج الدين الاسلامي ، وضع معايير التعامل مع الفرد سواء كان مسلما او غير مسلم يمر بحالة من الضبط لحفظ  كرامة الانسان قال الله تعالى (ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)  من الذي ميز  العربي واعطاه منزلة اكبر من الاعجمي والله وهبهما الكرامة بنفس القيمة والمقدار ومن وهب الحر كرامة اكبر من كرامة  العبد والدين اعتبرنا كلنا عبيدا عند الله  والتكريم شامل لجميع بني ادم ، أستميحكم عذرا لقد تعبت ، دعوني استريح قليلا ونعود...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خديجة عبدالواحد ناصر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/11/30



كتابة تعليق لموضوع : تهجدات نخلة ..2
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net