على ضفاف الانتظار(74)
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

ميكائيل الملك عليه السلام
أحدُ الملائكةِ الأربعةِ العِظام (جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل)، وهو الملكُ الموكَلُ بالأرزاق، وقد جاءَ ذكرُه في القضيةِ المهدويةِ في موارد:
المورد الأول: إنّه ثاني من يُبايعُ الإمامَ المهدي بعد جبرئيل:
فقد رويَ عن أبي جعفر في حديثٍ طويلٍ إلى أنْ قال: «... وَيُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى الحَجَرِ الأَسْوَدِ، ثُمَّ يَحْمَدُ اَللهَ وَيُثْنِي عَلَيْهِ وَيَذْكُرُ اَلنَّبِيَّ وَيُصَلِّي عَلَيْهِ وَيَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ أَحَدٌ مِنَ اَلنَّاسِ، فَيَكُونُ أَوَّلُ مَنْ يَضْرِبُ عَلَى يَدِهِ وَيُبَايِعُهُ جَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ...» .
المورد الثاني: إنَّه يمنعُ الدجّالَ من دخولِ حرمِ اللهِ (تعالى) (مكة المكرمة):
ففي روايةٍ عاميةٍ رواها المروزي بسنده عن الحارثِ عن عبدِ اللهِ عن النبي في سياقِ الدجّال: «... فيمرُّ بمكةَ فإذا هو بخلقٍ عظيمٍ فيقول: من أنت؟ فإنّ هذا الدجّال قد أتاك، فيقول: أنا ميكائيلُ بعثني اللهُ (تعالى) أنْ أمنعَه من حرمه، ويمرُّ بالمدينةِ فإذا هو بخلقٍ عظيمٍ فيقول: من أنتَ، هذا الدجّالُ قد أتاك؟ فيقولُ: أنا جبرئيلُ بعثني اللهُ (تعالى) لأمنعه من حرمِ رسولِ الله، ويمرُّ الدجّالُ بمكةَ فإذا رأى ميكائيلَ ولّى هاربًا، ولا يدخلُ الحرمَ فيصيحُ صيحةً فيخرجُ إليه من مكةَ كُلّ مُنافقٍ ومُنافقة، ثم يمرُّ بالمدينةِ فإذا رأى جبرئيلَ ولّى هاربًا فيصيحُ صيحة، فيخرجُ إليه من المدينةِ كُلّ مُنافقٍومُنافقة...» .
المورد الثالث: إنّه يكونُ ضمنَ جيشِ الإمام المهدي إذا خرج:
وفي هذا السياقِ جاءَ ذكرُ موقعِ ميكائيل من جيشِ الإمامِ المهدي في ثلاثةِ مواقع:
الموقع الأول: على يسارِ الإمامِ المهدي:
فعن أبي جعفر أنَّ الإمامَ المهدي عندما يتوجَّه من النجفِ باتِّجاهِ الكوفةِ أنَّه قال: «لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ مُصْعِدِينَ مِنْ نَجَفِ الكُوفَةِ ثَلَاثَ مِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، كَأَنَّ قُلُوبَهُمْ زُبُرَ الحَدِيدِ، جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسَارِهِ، يَسِيرُ اَلرُّعْبُ أَمَامَهُ شَهْرًا وَخَلْفَهُ شَهْرًا...» .
الموقع الثاني: على يمينِ الإمامِ المهدي:
فعن أبي حمزةَ الثمالي، قالَ: سمعتُ أبا جعفرٍ محمد بن علي يقول: «لو قد خرجَ قائمُ آلِ محمدٍلنصره اللهُ بالملائكةِ المسوّمين والمُردفين والمُنزلين والكروبيين، يكونُ جبرائيلُ أمامَه، وميكائيلُ عن يمينه، وإسرافيلُ عن يساره...» .
الموقع الثالث: إنّه على ساقةِ جيشِ الإمامِ المهدي:
أي يكونُ في مؤخرة الجيش، ففي روايةِ حذيفة عن النبيِّ: «ثمّ يخرجُ مُتوجِّهًا إلى الشام، وجبريلُ على مُقدَّمته، وميكائيلُ على ساقته، فيفرحُ به أهلُ السماءِ وأهلُالأرضِ والطيرُ والوحوشُ والحيتانُ في البحر...» .
وربما يكونُ هذا الاختلافُ من جهةِ تعدُّدِ بعثاتِ وتحرُّكاتِ الجيش، ففي حركةٍ من حركاتِ الجيشِ يكونُ ميكائيلُ على يمينِ المهدي، وفي أخرى على شماله، وفي ثالثةٍ على ساقته.
المورد الرابع: إنّه ينزلُ مع الإمامِ الحُسين عند رجعته:
وردَ في حديثِ الإمامِ الحسين أنّه قبلَ أنْ يُقتلَ أخبرَ أصحابه بالرجعة، وأنّه أولُ من تنشقُّ الأرضُ عنه، وينزلُ عليه عددٌ من الملائكةِ وجبرئيل وميكائيل وإسرافيل، قالَ: «ثم لينزلنّ عليَّ وفدٌ من السماءِ من عندِ اللهِ لم ينزلوا إلى الأرضِ قط، ولينزلنّ إليَّ جبرئيلُ وميكائيلُ وإسرافيل...» .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat