صفحة الكاتب : الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

على ضفاف الانتظار(65)
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وزيرُ المهدي
لا شكَّ أنَّ أيَّ دولةٍ يُرادُ لها القيام والاستمرار، فإنّها تحتاجُ إلى مفاصلَ إدارية عديدة، يقومُ عليها أشخاصٌ يُفترَضُ فيهم النزاهة والتخصُّص.
والدولةُ المهدويةُ، حيثُ إنّ القاعدةَ فيها هي قيامُها وفقَ النظامِ الطبيعي، والمُعجزةُ فيها استثناء، فسيكونُ لها مفاصلُ إدارية عديدة، كُلّ مفصلٍ له دورٌ معينٌ لمُعالجةِ جهةٍ من جهاتِ الدولة.
ومن أهمِّ مفاصلِ الدولة –كما نراه اليوم- هو مفصل الوزارات، والوزراءُ لهم دورٌ مهمٌّ في عمليةِ البناء، أو الهدم.
فمن هم وزراءُ الإمامِ المهدي؟
الجواب:
كما العادةُ في الجواب، ليس بينَ أيدينا إلا الروايات، ومن دونِ روايةٍ ليسَ لنا أنْ نتكهّنَ بشيءٍ، إلا على نحوِ الاحتمالِ لا أكثر.
وعندما نُراجِعُ الرواياتِ، نجد الآتي:
أولًا: وردتْ روايةٌ صرّحتْ بأنَّ النبيَّ عيسى هو وزيرُ الإمامِ المهدي، وهي روايةُ كعب التي وردَ فيها:
يهبطُ المسيحُ عيسى بن مريم... فيأتي مجمعَ المسلمين حيثُ هم، فيجد خليفتَهم يُصلّي بهم، فيتأخّر للمسيحِ حينَ يراه، فيقول: يا مسيحَ الله، صلِّ بنا. فيقول: بل أنتَ فصلِّ بأصحابِك، فقد رضيَ اللهُ عنك، فإنّما بُعِثتُ وزيرًا، ولم أبعثْ أميرًا، فيُصلّي بهم خليفةُ المهاجرين ركعتين مرةً واحدة، وابن مريم فيهم. 
والروايةُ ضعيفةُ السندِ كما ترى، إذ لم تُرو عن معصوم.
ثانيًا: أطلق على النبي عيسى لقب الوزير الأيمن في رواية أخرى، وهو لقب يشير إلى قربه منه وقيامه بالمهام الضرورية والمصيرية، فقد روي عن رسول الله: «ينزل عيسى ابن مريم... يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويُهلِكُ الدجال، ويقبض أموال القائم، ويمشي خلفه أهل الكهف، وهو الوزير الأيمن للقائم، وحاجبه، ونائبه، ويبسط في المغرب والمشرق الأمن من كرامة الحجة بن الحسن» .
ثالثًا: جاء في رواية أن الإمام المهدي سيظهر لأصحابه كتاباً معهوداً من رسول الله فلا يتحملون ما فيه، فيجفلون، ثم يرجعون إلى رشدهم فيؤوبون إليه، إلا الوزير وأحد عشر نقيباً، ولكنها لم تصرح من هو الوزير.
فقد روي عن المفضَّل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَىٰ القَائِمِعَلَىٰ مِنْبَرِ الكُوفَةِ وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلاً عِدَّةُ أَهْلِ بَدْرٍ، وَهُمْ أَصْحَابُ الألوِيَةِ، وَهُمْ حُكَّامُ اَللهِ فِي أَرْضِهِ عَلَىٰ خَلْقِهِ، حَتَّى يَسْتَخْرِجَ مِنْ قَبَائِهِ كِتَاباً مَخْتُوماً بِخَاتَمٍ مِنْ ذَهَبٍ، عَهْدٌ مَعْهُودٌ مِنْ رَسُولِ اَللهِ، فَيُجْفِلُونَ عَنْهُ إِجْفَالَ الغَنَمِ البُكْمِ، فَلَا يَبْقَىٰ مِنْهُمْ إِلَّا الوَزِيرُ وَأَحَدَ عَشَرَ نَقِيباً كَمَا بَقَوْا مَعَ مُوسَىٰ بْنِ عِمْرَانَ، فَيَجُولُونَ فِي الأَرْضِ، وَلَا يَجِدُونَ عَنْهُ مَذْهَباً، فَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِ، وَاَللهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ الكَلَامَ اَلَّذِي يَقُولُهُ لَهُمْ فَيَكْفُرُونَ بِهِ» .
وهنا ملحوظات:
الملحوظة الأولى:
إنَّ أصلَ صلاةِ النبي عيسى خلفَ الإمامِ المهدي هو ممّا اتفقَ عليه الفريقان، ولا شكَّ أنَّ لهذا الأمرِ مردودًا إيجابيًا على عمومِ المؤمنين بالنبيّ عيسى، إذ سيكونُ علامةً واضحةً لهم على أحقّيةِ الإمامِ المهدي وعلى ضرورةِ الإيمان به.
الملحوظة الثانية:
لا ريبَ في أنَّ عظمَ منزلةِ النبي عيسى تُرشِّحُه ليكونَ وزيرًا للإمامِ المهدي، بل يُمكِنُ القولُ: إنّه لا نتصوّرُ منصبًا له في الدولةِ المهدويةِ أقلّ من منصبِ الوزيرِ بل الوزير الأعظم، أو الأيمن بتعبير الرواية.
الملحوظة الثالثة:
ذكرتْ بعضُ الرواياتِ العاميةِ أنَّ النبيَّ عيسى هو من سيقومُ بقتلِ الدجّال، ففي روايةٍ عن أبي أمامة الباهلي قال: ذكرَ رسولُ الله الدجّال، فقال: ... ثم يخرجُ هاربًا، فيقول عيسى: إنَّ لي فيك ضربةً لن تفوتني بها، فيُدركه فيقتله... 
الملحوظة الرابعة:
ادّعى بعضٌ (وهم جماعة أحمد الكاطع) أنَّ ممن سيكونُ وزيرًا للإمامِ المهدي هو اليماني، ولكن لم نجدْ روايةً تدلُّ على ذلك أبدًا، فما ادّعوه ضعيفٌ جدًا.
وأضعفُ منه ما ادّعاهُ بعضٌ آخر من أنَّ أميرَ المؤمنين هو وزيرٌ له، استنادًا إلى رجعتِه، فإنّه فضلًا عن عدمِ ورودِ روايةٍ تدلُّ على ذلك، فإنّنا نجزمُ بأفضليةِ أميرِ المؤمنين على الإمامِ المهدي فكيفَ يكونُ وزيرًا له؟!

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/12/11



كتابة تعليق لموضوع : على ضفاف الانتظار(65)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net