أقرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي منهجا دراسيا, لتدريس جرائم حزب البعث المنحل، وأُعد المنهج من اساتذة متخصصين بالتعاون مع عدد من المراكز البحثية ومنظمات تُعنى بتوثيق جرائم حزب البعث وحقبة الدكتاتورية، وحددت الوزارة المراحل الدراسية التي يشملها تدريس المنهج، وكذلك الاختصاصات التي تدرس المنهج المقرر.
لقد ركز المنهج بشكل واضح على النتيجة التي ظهرت كجريمة مكتملة من حيث وضعها القانوني وقيمتها الانسانية من خلال تصنيف انواعها والفئات التي وقعت عليها سواء كانوا بشر او غير ذلك، واعتمدها المنهج كنتيجة جاهزة نتجت عن سلوك مجموعة من الاشخاص مثّلهم حزب البعث وقادهم مجموعة من الاشخاص مارسوا العنف الممنهج، وهذا امر اكاديمي منهجي تحدده قواعد معينة في وضع المناهج الدراسية المناسب لطبيعة المواد الدراسية الجامعية.
وفي المقابل من ذلك, اعتقد ان الدرس الاكاديمي لا يمنع من بعض الاستطرادات التي تُركت كمساحة مناسبة للمحاضر للتطرق الى امرين مهمين:
الأول: تأسيس وتكوين حزب البعث من حيث الفكرة والنشأة والتكوين والاشخاص والافعال التي قام بها وتوضيح هيكليته الفكرية والادارية والظروف التي ادت الى ظهوره واستيلائه على السلطة وطريقة استمراره فيها ومقارنته مع آلية النظام الجديد وطريقة تكوين السلطة وكيفية صناعة قرارتها المتمثلة بمجلس النواب المنتخب تحت حماية الدستور.
الثاني: شخص الدكتاتور (صدام حسين) وظروف نشأته منذ طفولته التي كونت شخصيته ذات النزعة العدوانية مع توضيح صفاته وحالته النفسية التي على اثرها مارس كل هذا الاجرام والعنف بحق خصومه واصدقائه ورفاقه منذ بداية شبابه حتى اعتقاله ومحاكمته، الامر الذي يعطي فرصة مناسبة للحديث عن هذه النقاط المهمة للجيل الجديد الذي بلا شك قد تأثر بشكل واخر من بعض المواد الاعلامية المقتطعة من خطابات الدكتاتور دون التعمق في الكوارث التي تركتها تلك الشخصية او الممارسات السيئة التي تركها حزب البعث وتأثيرها السلبي على الشعب العراقي على مدى عقود من الزمن.
ان الوقوف على اصل المشكلة المراد حلها والتخفيف من اضرارها وازالة اثارها يتوجب معرفة اسبابها من جذورها دون اختزال تلك المراحل واغفال سلوك تلك الشخصيات لا سيما ملاحظة محاولة اعادة تسويقها للجيل الجديد كرموز للبطولة والشجاعة والوطنية ما ينقل صوره مشوهه مقلوبه عن تلك الحقبة السيئة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat