صفحة الكاتب : الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

على ضفاف الانتظار(54)
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ظهر الكوفة

الكوفةُ مدينةٌ معروفة، وظهرُها هو النجفُ الأشرف اليوم، الذي فيه قبرُ أميرِ المؤمنين (عليه السلام) ومقبرةُ وادي السلام. 
وقد ذكرتِ الرواياتُ الشريفةُ عِدّةَ أحداثٍ إبانَ الظهورِ تقعُ في هذه المنطقة، وهي إجمالًا التالي:
الحدث الأول: إنّها المكانُ الذي سينزلُ فيه المهدي (عجل الله (تعالى) فرجه) مع أصحابه بعدَ أنْ يأتوا من مكة المكرمة.
فقد وردَ عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام): إذا ظهرَ القائمُ (عليه السلام) ظهرَ برايةِ رسولِ الله (صلى الله عليه وآله)، وخاتمِ سليمان، وحجرِ موسى وعصاه... حتى ينزلوا النجفَ بظهرِ الكوفة. 
الحدث الثاني: إنّه المكانُ الذي سيبني فيه الإمامُ المهدي (عجل الله (تعالى) فرجه) مسجدًا جامعًا له ألفُ باب، ويُمكِنُ تصوّرُ هذا المسجد بأنْ يكونَ له أربعةُ جُدرانٍ مثلًا، وكُلُّ جدارٍ فيه مائتان وخمسون بابًا، وكُلُّ بابٍ لعلّه بعرضِ خمسة أمتار، وما بينَ بابٍ وبابٍ لا أقلّ من خمسة أو عشرة أمتار، الأمرُ الذي يعني مسجدًا لم ترَ العينُ مثلَ عظمتِه، ولعلّه سيكونُ المسجدَ الجامعَ في ذلك الحين.
فقد روي عن أبي عبد الله(عليه السلام)قال: «إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا قَامَ ... وَيُبْنَىٰ فِي ظَهْرِ اَلْكُوفَةِ مَسْجِدٌ لَهُ أَلْفُ بَابٍ، وَتَتَّصِلُ بُيُوتُ اَلْكُوفَةِ بِنَهَرِ كَرْبَلَاءِ وَبِالْحِيرَةِ،حَتَّىٰ يَخْرُجَ اَلرَّجُلُ يَوْمَ اَلْجُمُعَةِ عَلَىٰ بَغْلَةٍ سَفْوَاءَ يُرِيدُ اَلْجُمُعَةَ فَلاَ يُدْرِكُهَا»( ).
الحدث الثالث: إنّه المكانُ الذي سيرجعُ فيه عِدّةٌ من الرجالِ الذين يُعدّون من الشخصيّاتِ الفذّة، والتي كانَ لها دورٌ مهمٌ في عمليةِ تبليغِ الرسالاتِ الإلهيةِ والجهادِ من أجلِ نشرِ الحقِّ والعدلِ، وسيكونُ وجودُهم مع الإمامِ المهدي (عجل الله (تعالى) فرجه) عاملًا من عواملِ الكشفِ عن حقّانيتِه وارتباطِه بالسماء، وسيكونُ لهم دورٌ في عمليةِ تطهيرِ الأرضِ من الظلمِ والجور، وفي الحكمِ بالعدلِ بعدَ الانتصار.
ففي رواية الإرشاد عن الإمام الصادق (عليه السلام): «يُخْرِجُ اَلْقَائِمُ (عليه السلام) مِنْ ظَهْرِ اَلْكُوفَةِ سَبْعَةً وَعِشْرِينَ رَجُلاً، خَمْسَةَ عَشَرَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى (عليه السلام) اَلَّذِينَ كَانُوا يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ، وَسَبْعَةً مِنْ أَهْلِ اَلْكَهْفِ، وَيُوشَعَ بْنَ نُونٍ، وَسَلْمَانَ، وَأَبَا دُجَانَةَ اَلْأَنْصَارِيَّ، وَاَلْمِقْدَادَ، وَمَالِكاً اَلْأَشْتَرَ، فَيَكُونُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ أَنْصَاراً وَحُكَّاماً»( ).
الحدث الرابع: هو المكانُ الذي سيرجعُ به معه (عجل الله (تعالى) فرجه) سبعون ألف صدّيقٍ يكونون من أنصاره في مهمةِ نشرِ العدل، كما وردَ ذلك في بعضِ الروايات الشريفة.
فقد وردَ عن أبي عبد الله (عليه السلام): إذا ظهرَ القائمُ ودخلَ الكوفةَ بعثَ اللهُ (تعالى) من ظهرِ الكوفة سبعين ألف صديقٍ فيكونون في أصحابه وأنصاره... 
الحدث الخامس: إنّه المكانُ الذي ذكرتْ بعضُ الرواياتِ الشريفةِ أنّه (عجل الله (تعالى) فرجه) سينزلُ فيه في سبعِ قبابٍ من النور، وهذه الرواياتُ ربما لا نستطيعُ القطعَ والجزمَ بتفسيرٍ مُعينٍ فيها. 
فقد رويَ عن جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) في قولِ الله (تعالى): "هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ"  قال: ينزلُ في سبعِ قبابٍ من نورٍ لا يُعلَمُ في أيّها هو حينَ ينزلُ في ظهر الكوفة، فهذا حين ينزل. 
وهذه الأحداثُ تكشفُ عن أنَّ للكوفةِ عمومًا وللنجفِ خصوصًا دورًا مهمًا في الظهور المُبارك، الأمرُ الذي تكشفُ عنه بعضُ الرواياتِ التي ذكرتْ أنَّ مجمعَ المؤمنين سيكونُ في الكوفةِ، وأنَّ الدارَ في الكوفةِ ستكونُ بسعرِ الذهب.
فقد وردَ في روايةٍ عن الإمامِ الصادق (عليه السلام) أنّه قال عن الكوفة: لا يبقى مؤمنٌ إلا كانَ بها أو حواليها، وليبلغنَّ مجالة فرسٍ منها ألفي درهم، إي والله، وليودّنّ أكثرُ النّاسِ أنّه اشترى شبرًا من أرضِ السبعِ بشبرٍ من ذهب- والسبعُ خطةٌ من خطط همدان- ولتصيرنَّ الكوفةُ أربعةً وخمسين ميلًا، وليجاورنّ قصورُها كربلاء... 


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/11/06



كتابة تعليق لموضوع : على ضفاف الانتظار(54)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net