صفحة الكاتب : محمد قاسم الطائي

الطوفان الأقصى في سيناريو الانتصار
محمد قاسم الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كتب سيناريو الانتصار أولئك الأبطال الذين اقتحموا لجج الموت بصدورهم الحديدية الفذة. الذين أرهبوا شعار الخوف حين اشتد النزال، والذين كسروا كل قواعد الخنوع والارتهاب. لا يجوز التوقف حين تستباح أمة بأكملها ففي التوقف عين الخذلان والتحرك علامة النصر المبين .بوارق النصر أن إذنت لها السماء لا تصدها السدود ولا الدروع ولا كل الجموع الممانعة .لا أقول ذلك على غرار الأحلام والأمنيات التائقة، بقدر ما يستكشف من لمسات خبر النصوص والتجارب الصادقة .سيناريو النصر مهمة الشجعان الذين يضعون الغايات الشريفة فوق كل الغايات والمصالح الدانية .رجال النصر علامتهم أن يكسروا المستحيل ويقتحموا الصعاب على طريقة الكرار حين اقتحم الحصون الخيبرية مجندلاً قادتها وأبطالها بضربات مزلزلة ظل صليلها مدى الدهر باقٍ حتى يوم الجمع الأكبر .مرحباً بالثورات التي تنفض غبار الذل عن نفسها .مرحباً بالمفاجئات التي تبعثر الأوراق وتعيد الأمور لنصابها الحقيقي .مرحباً بيقظة العقول التي تهز وجدان الأمة نحو تراثها وأرضها وقادتها الأماجد .

 

أن عملية الطوفان الأقصى حققت انتصاراً مبهجاً في توحيد الأمة إزاء عدوها الحقيقي، وأعادت تجديد وتنشيط القضية الفلسطينية بوجه آخر وهو وجه الانتصار لا وجه الهزائم والخذلان . وسببت صدمة مهولة للكيان المحتل لا يفيق منها ربما إلا بعد عشرات السنين إذا ما زال، مرغت هيبته وكرامته بالوحل وعار الذل، كما افشلت المشروع الصهيوني الذي نشط في الفترات الأخيرة، وتخلل في جسد الأمة العربية من خلال سياسات التطبيع وصفقات القرن والاتفاقيات سيئة الصيت التي ميّعت الحق وصعدت الباطل .كما أن عملية الطوفان الأقصى كشفت خبث المشروع الطائفي المزروع خصيصاً لإثارة الكراهية والاقتتال في صفوف الأمة الاسلامية ووحدتها، وللأسف الشديد أقولها بمرارة وألم لا يزال هناك من ينساق وراء هذه الخطابات الفتنوية والطائفية المثيرة للتفرقة والكراهية بين أبناء الأمة والمذاهب الاسلامية، في الوقت ذاته الساعية لتشتيت الجهود والقدرات عن عدوهم المشترك والبين، وهذا جزء من مؤامرات الصهاينة قديماً وحديثاً، وقد تنبه لمخاطر الحرب الطائفية جملة من علمائنا ومراجعنا الكبار، وطالما حذّروا من نتائجها الوخيمة، ومنهم المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله الوارف .

 

تداعيات الطوفان الأقصى اظهرت للرأي العام العالمي بشاعة ووحشية المحتل الصهيوني في ارتكابه للمجازر والإبادات الجماعية بحق المدنيين الأبرياء، ولم يسلم من وحشيتهم حتى المستشفيات التي يلوذ فيها الجرحى والمنكوبين من الشعب الفلسطيني المظلوم . كما أن حملات المجازر التي ارتكبها الصهاينة بحق الأبرياء فضحت مدى التخبط والارتباك الذي يعيشه الصهاينة جرّاء هذه الضربة المباغتة . والحقيقة أن ضربة المقاومة الإسلامية الفلسطينية للكيان الصهيوني في يوم سبت 7 أكتوبر تشرين الأول لعام 2023م شكلت انهياراً على المستوى الأمني والعسكري والاستخباراتي وحتى المستوى الاقتصادي، فقد اعترفت صحف إسرائيلية

أنه لم تسبب حرب خاضتها إسرائيل منذ أكثر من ثلاثة عقود في خمس الأضرار كالتي تسببها الحرب الحالية (حرب طوفان الأقصى) فالضربات التي تسببها الفصائل الفلسطينية والحرب المستمرة على قطاع غزة تسببت في نزيف بورصة تل أبيب وقيمة الشيكل بنسبة أكثر 10% مما دفع بعض محلليهم بأن يصفوا تأثيرها على الاقتصاد الإسرائيلي أكثر من تأثير جائحة وباء كورونا" في الحرب المفصلية لا يمكن الحياد إما معسكر إسرائيل وحلفائها أو معسكر المقاومة وأصدقائها ولا خيار ثالث . وكل ما حققته المقاومة الاسلامية في الطوفان الأقصى يمكن أن نسميه الانتصار الأصغر والذي يمكن أن يشكل أرضية تمهيد للحرب الكبرى القادمة، والانتصار الأكبر الذي نأمله بعون الله تعالى وفضله، أعني بذلك الحرب البرية لغزة التي توعد بها الكيان المحتل، والمرجح دخول حزب الله في هذه الحرب المصيرية، وربما أطراف مقاومة أخرى مشاركة، فالطوفان مستمر لا يزال لم يتوقف بعد، وإلى الله تصير الأمور .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد قاسم الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/10/22



كتابة تعليق لموضوع : الطوفان الأقصى في سيناريو الانتصار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net