الوصف القرآني للمصلين
خديجة عبدالواحد ناصر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
خديجة عبدالواحد ناصر

قال تعالى:{...سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ....} الفتح:29
١ ـ السجود في اللغة :-
الطاعة والخضوع ، يقال : سَجَدَ ، سُجُوداً.
٢ ـ السجود في الاصطلاح :-
هو الانحناء ووضع أعضاء السجود علىٰ الأرض.
وقد ورد السجود في القرآن الكريم ما يشير إلىٰ ضربين من السجود هما :-
١ ـ سجود اختيار : وهو خاص بالانسان وبه يستحق الثواب نحو قوله تعالى : ( فَاسْجُدُوا للهِ وَاعْبُدُوا ) أي تذللوا له ،
٢ ـ سجود تسخير : وهو للإنسان والحيوان والنبات والجماد وعلىٰ ذلك قوله تعالىٰ : {وَللهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض طَوْعًا وَكَرْهًا }وقوله تعالىٰ : { وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ }، ولم يُرد الباري عزَّ وجل أنّ المذكور في هذه الآية الشريفة يسجد سجود البشر في صلاته ، وإنّما أراد تعالىٰ أنّ تلك الأشياء غير ممتنعة من فعله تعالىٰ فهي كالمطيع له سبحانه .
كذلك ورد في القرآن الكريم ما يؤيد كلا النوعين بآيات كثيرة ، ومن الآيات ما اشتمل علىٰ كلا النوعين من السجود وهو ( التسخير والاختيار ) ، كقوله تعالىٰ : { وَللهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ }.
ولأهمية السجود جعله الله تعالىٰ واحداً من العلامات التي تميز عباده المخلصين ، قال تعالىٰ : ( سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ) .
فعن الإمام الباقر عليهالسلام : « كان أبي في موضع سجوده آثار نابتة فكان يقطعها في السنة مرتين، في كلِّ مرة خمس ثفنات، فسمي ذو الثفنات ».
وعن الفضل بن يسار عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : « كان علي بن الحسين عليهالسلام إذا قام إلىٰ الصلاة تغير لونه ، فإذا سجد لم يرفع رأسه حتىٰ يرفض عرقاً. ثم يرفع رأسه من السجدة الاُولىٰ ويقول : اللهمَّ أعفُ عني واغفر لي ، واجبرني ، واهدني ( إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) .
فكانت من القاب مولانا الامام علي بن الحسين (ع) ..
((زين العابدين ، سيد الساجدين ، ذو الثفنات))
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat