على ضفاف الانتظار(45)
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

جيشُ الخسف
لبيان معنى جيش الخسف نذكر النقاط التالية:
النقطة الأولى: يظهرُ من الرواياتِ الشريفة أنَّ السفياني سيعلم بطريقةٍ وبأخرى بأنَّ الإمامَ المهدي (عجل الله (تعالى) فرجه) موجودٌ في المدينة المنورة، فيبعث خلفَه جيشًا بنيةِ قتله، وأنَّ الإمامَ المهدي (عجل الله (تعالى) فرجه) يعلمُ بهذا التحرُّكِ العسكري ضدّه، فيخرج من المدينةِ إلى مكة برفقةِ رجلٍ من أصحابِه سمّتْه الرواياتُ بالمنصور.
روى العياشي في تفسيره عن الإمام الباقر (عليه السلام) روايةً يقول فيها:...ويبعث [أي السفياني] بعثًا إلى المدينة فيقتل بها رجلًا، ويهرب المهدي والمنصور منها.
النقطة الثانية: إنَّ هذا الجيشَ سيعلم بخروجِ الإمامِ إلى مكة المكرمة، فيتبعه، وفي الطريقبين مكة والمدينة ، في منطقة سمّتْها الرواياتُ الشريفة بالبيداء، يأمرُ اللهُ (تعالى) فتُخسف الأرضُ بالجيش (ولذلك أُطلقَ عليه جيش الخسف). ولا ينجو منه إلا رجلان، أحدُهما يذهبُ يُنذرُ السفياني، والآخر يذهبُ يُبشِّرُ الإمامَ المهدي (عجل الله (تعالى) فرجه) ويتوبُ على يديه ، وبعضُ الروايات ذكرتْ أنه ينجو منهم ثلاثة فقط.
النقطة الثالثة: يظهرُ من بعضِ الروايات أنَّ غالبيةَ أفرادِ هذا الجيش هم من أعداءِ أهلِ البيت (عليهم السلام)، ولكن هناك بعضُ الأفرادِ ليس لهم عداءٌ لهم (عليهم السلام)، ولكنّهم يكونون مُرغَمين على الخروج، وأنّه سيشملهم الخسفُ، ولكن في يومِ القيامة يُحاسَبون على نيّاتهم.
فقد رويَ عن رسولِ الله (صلى الله عليه وآله): ويعوذُ عائذٌ بالبيت، فيبعثُ إليه بعث، فإذا كانَ ببيداء من الأرضِ يخسفُ بهم، فقلنا: يا رسولَ الله، كيفَ بمن كانَ كارهًا؟ قال: يُخسَفُ به معهم، ولكنّه يُبعَثُ يومَ القيامة على نيّته...
النقطة الرابعة: لم تذكر الرواياتُ الشريفةُ وقتَ وقوعِ الخسفِ تحديدًا، ولكن قد يُقالُ: إنّه يقعُ بعد شهر رمضان، وقبل أو في بدايات شهر ذي الحجة من سنة الظهور، باعتبار أن السفياني يخرج في شهر رجب قبل الظهورِ بِعدّةِ أشهر، وعندما يظهرُ سيخوضُ بعضَ المعارك مع الأصهب والأبقع، وهذه المعاركُ لا أقل قد تأخذُ منه شهرين، ثم يتوجّه نحو العراق، ومن ثَمّ يرسلُ جيشَه إلى المدينة.
وآخرُ علامةٍ من علاماتِ الظهور هي قتل النفسُ الزكية، التي ستقعُ في آخرِ خمسةِ أيامٍ من شهر ذي الحجة، وآنذاك يكونُ الإمامُ المهدي (عجل الله (تعالى) فرجه) في مكة المكرمة يُعِدُّ العُدَّةَ للقيامِ المُبارك في العاشر من محرم، فيُمكِنُ القول: إنَّ الخسفَ يقعُ بعدَ شهرِ رمضان وقبيل شهرِ ذي الحجة، أو في بداياته، وهذا مُجرّدُ احتمالٍ والعلمُ عندَ ربّي في كتاب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat