صوم يوم عاشوراء دراسة نقدية في الموروث الروائي : ح (1)
د . حيدر سالم المالكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 سنَّة اليهود أم سنَّة قريش في الجاهلية؟ ( الدرس الأول)
وردت روايات عدة في صيام يوم عاشوراء، وإنَّ هذا الاختلاف جعل صعوبة تقبل الموضوع أعلاه ؛ لأسباب عدة لتعارض الادلة الواردة فيها ، أضف الى ذلك لم يستطع علماء أهل السنة والجماعة تحديد ذلك اليوم ، فضلا عن ذلك هل هو فرض أم مستحب ؟ ومن الاسباب الاخرى التي دفعت الى عدم تقبل الموضوع لوقوع الاختلاف الكبير فيه ، ووقع فيه أربع أراء فالرأي الأول أنه سنَّة اليهود التي كانت تصومه تعبدا ، وطاعة ، وشكرا لله تعالى ، بيد أنهم يرون هو اليوم الذي نجى الله تعالى انبياءه(عليهم السلام) (أدم ، ونوح ، وإبراهيم ، وموسى) في اليوم العاشر من محرم فأخذ الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) منهم هذه الفريضة حسب حديث (ابن عباس) ، ولكن في الحقيقة نضع أمام القارئ اللبيب تساؤلات عدة كيف كانت اليهود تصوم ذلك اليوم فهل كما يفعلوا اليوم المسلمون ؟ وهل كان فريضة على الشعب اليهودي أم على الرهبان خاصة ؟ وكيف كانت تصوم ذلك اليوم يا ترى ؟ فضلا عن ذلك فهل كان يصومه الراهب في محرم أم في 10 تشري أي في 10 أيلول ؟ 
 وإما الرأي الثاني ومن علماء أهل السنّة ، والجماعة يرى أنه يوم كانت تصومه قريش في الجاهلية فأخذ الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) حسب حديث السيدة (عائشة) زوج الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) ، فأخذ عنهم تلك الفريضة ، لكن في الحقيقة نسأل هل كانت قريش المشركة في الجاهلية تصوم ذلك اليوم ؟ ولماذا تصومه ؟ ومن صامه يقع في دائرة التوحيد ؛ لأنه فرضا فرضه الواحد الاحد على الموحدين المعترفين بالربوبية ؟ وما نوع الصوم الذي كانت قريش تصومونه ؟ ومتى ظهر تاريخ هذا اليوم ، ومن أمر قريش بصيامه ، وما الاسباب التي فدعتهم إلى ذلك ؟ وهل فرضه الله تعالى عليهم ؟ فضلا عن ذلك هناك تسأل مهم جدا لماذا لم يحدث (ابن عباس) هذا الحديث ، أضف إلى ذلك لماذا لم تتحدث به السيدة (عائشة) زوج الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) بحديث صوم اليهود؟ 
 وإما الرأي الثالث من النتائج المترتبة على حديث (ابن عباس) أن المستشرقين أخذوا يتهجمون على سيرة الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) ، ويطعنوا بها ؛ لأنه أخذ تلك العبادة من اليهود ، وفرضها على أمته . 
 وعليه ستناول فيه مناقشة تلك الآراء ، ومتابعتها ، ومناقشتها رجاليا وفق منهج الجرح والتعديل في مصنفات أهل السنة والجماعة ، حتى نقف على رواة تلك الاحاديث ، ووضع ذلك أمام القارئ اللبيب .

الموضوع السابق عَجَائِبُ الحُسَين.. يَدٌ تُقَبَّل! وإصبَعٌ يُقطَع!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat