على ضفافِ الانتظار(17)
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ حسين عبد الرضا الاسدي

الانتظار.. انطباعاتٌ من المعنى اللغوي.
الانتظارُ لغةً: توقُّعُ حضورِ غائب .
وبمُتابعةِ هذا المعنى اللغوي وما يوحي به من معانٍ، يمكنُ أنْ ننتهيَ إلى أنَّ هذا المعنى اللغوي يستبطنُ التالي:
أولًا: الاعترافُ بوجودِ ذلك الغائب، وأنّه لا شكَّ سيعودُ لأحبابِه في يومٍ ما، عندما تُتاحُ له الفُرصةُ أو يؤذَنُ له، إذ لا معنى لتوقُّعِ عودةِ غيرِ الموجود كما هو واضح.
ويترتبُ على هذا:
ثانيًا: إمكانُ التواصُلِ معه بطريقةٍ وبأخرى، نعم، قد ينقطعُ الاتصالُ به لسببٍ ولآخر، لكنّه على كل حال أمرٌ ممكنٌ، وليس ممتنعًا، إذ كونه غائبًا يعني أنّه موجودٌ، والموجودُ يمكنُ التواصُلُ معه.
ثالثاً: أنَّ المعنى اللغوي للانتظار وإنْ كانَ يشملُ انتظارَ كُلٍّ من المكروه والمحبوب، ولكن انتظار الإمامِ المهدي (عجل الله (تعالى) فرجه) لا شكَّ أنّه انتظارُ المحبوب، ومن ثَمّ، سيُسبِّبُ فراقُه وعدمُ التواصلِ المباشر معه ألمًا في القلب، ربما لا يُظهِرُه العاشق، بل قد يبقى يُكابِدُ غصةَ الفراق من دونِ أنْ يعلمَ به أحد.
رابعًا: وهذا يعني: أنَّ العاشقَ سوف لا يرضى على حاله من فراقِ محبوبِه.
صحيحٌ أنّه ربما لا يستطيعُ أنْ يفعلَ الشيءَ الكثيرَ لأجلِ استجلابِ محبوبه، أو تقليلِ المسافة بينهما، أو تقليصِ فترةِ الفراق، ولكنَّ قلبَه لنْ يهدأ من دونِ أنْ يُقْدِمَ على فِعْلِ ما يُمكنه لأجلِ اللقاء به.
وهذا الأمرُ يستدعي العملَ على تهيئةِ الظروفِ الملائمة له عندَ حضوره، خصوصًا إذا توقّعَ حضورَه بصورةٍ مفاجئةٍ ومن دونِ سابقِ إنذار.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat