العنف ضد الطفل والمرأة..
نور الهدى النصراوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نور الهدى النصراوي

تعد ظاهرة العنف ضد المراة والطفل، من اسوأ الظواهر; اذ تؤثر تاثيرا سلبيا على الاسرة، التي تعد اللبنة الأساسية في تكوين المجتمع.
لايعد العنف ظاهرة حديثة، ولكننا نراه قد ازداد في الاعوام القليلة الماضية، وذلك يعود الى عدة اسباب منها:
العادات والتقاليد: تعتبر العادات، والتقاليد السبب الرئيسي في العنف، فنحن نعيش في مجتمع عشائري، يحمل بين طياته افكارا متجذرة منذ عصور الجاهلية، ينظر الى المرأة وكانها وصمة عار، وعليها ان تنفذ كل مايقوله الرجل، وحتى وان كان على حساب نفسها.
اما الطفل فيضرب، ويعنف من باب التربية، والتوجيه هذا اولا.
واما السبب الثاني فهو:
ضعف المنظومة القانونية: يعد ضعف المنظومة القانونية، امام العادات والتقاليد سببا في انتشار هذه الظاهرة، اذ لاتوجد قوانين قوية للحد منها، وان وجدت فتكون ضعيفة، ولاتستطيع المنظومة القانونية على تنفيذها.
وتعددت اساليب العنف فمنها:
اللفظي: وهذا العنف نراه الاكثر انتشارا وسط المجتمعات، من خلال سب المرأة او الطفل، بالفاظ بذيئة، او السخرية منهم، او تهديدهم او الصراخ بوجهم.
وهناك التعنيف النفسي: وهنا يكون من خلال اضعاف ثقة المراة او الطفل بنفسه، واشعارهم بالخوف والرهبة، والقلق من الاقدام علي اي تصرف، او خطوة خشية الفشل.
وهناك التعنيف الجسدي: وهنا يكون اشد انواع التعنيف، وهي ممارسة القوة من خلال الضرب، سواء بالايدي او الارجل، او باي اداة تترك اثارا على الجسد; يستطيع اي شخص مشاهدتها.
ان للعنف ضد الطفل والمرأة اثارا على المدى الطويل، اذ يكون الطفل الذي شهد عنفا ضد والدته او نفسه; عرضة لممارسة العنف ضد اقرانه، او زوجته واطفاله، مستقبلا.
او نراه ينحرف; حيث ان بعض الاولاد، نراه يسرق، او يتعاطى المخدرات او يتاجر بها
والبعض نراه مهزوزا، ضعيف الشخصية في جميع المجالات; الدراسية والعملية، ولايكون طفال سويا، حتي في النطق، فمعظم الاطفال المعنفين، تكون مخارج الالفاظ،والحروف لديهم ضعيفة.
اما من ناحية تأثير العنف على المرأة: فنرى البعض تفقد عقولهن جراء التعنيف، والبعض الاخر يعانين من عاهة مستديمة في الجسد، والبعض يعانين من فقدان الوعي، والقلق، وصعوبة التذكر، والتركيز، والبعض يعاني اكتئاب واكتساب افكار سلبية ضد المجتمع،
وهناك انواع كثيرة للعنف، منها الاقتصادي وعدم وجود دخل مستمر لرب الاسرة، ومنها الجنسي.. ومنها زواج القاصرات.
كماأن العادات والتقاليد العراقية، تفرض على المرأة عدم تقديم شكوى الى القضاء، لذلك تكتفي بالسكوت وعدم اللجوء الى المحاكم
وللحد من هذه الظاهرة; يجب نشر الوعي الثقافي في المجتمع، حول الحفاظ على كرامة المراة والطفل، ونشر الوعي الديني; اذ ان ديننا الاسلامي حث على احترام المراة وتقديرها، وحث على عدم ممارسة العنف ضد الاطفال، وتربيتهم تربية صحيحة سليمة، لانهم المستقبل لكل امة.
كما ان على المنظومة القانونية، ان تشرع قوانين صارمة بهذا المجال، وتنفذ هذه القوانين بقوة للحد من القانون القبلي السائد; من اجل العيش في مجتمع متماسك خال من العنف، تسوده الألفة والمحبة والتسامح.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat