ظاهرة ترك الاطفال للدراسة..
ميس الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ميس الخفاجي

تعد ظاهرة التسرب المدرسي من الظواهر الخطيرة أصبحت تنتشر بصورة كبيرة في المجتمع في السنوات الاخيرة، ويختلف تعريف ظاهرة التسرب المدرسي من بلد لاخر تبعاً لقوانينه؛ فالبعض يربطها بالمرحلة الابتدائية، بينما البعض الاخر من يربطها بالمرحلة المتوسطة، وهناك من يربطها بالمرحلة الثانوية، وقد عرفتها منظمة اليونسيف العالمية: " بأنها عدم التحاق الاطفال الذين مازالوا في عمر التعليم بالمدرسة، او ترك المدرسة برغبتهم أو رغماً عنهم لظروف خارجية، دون اكمال المرحلة التعليمية التي يدرسون فيها بنجاح، او عدم المواظبة على الانتظام بالدوام لعامً او اكثر".
كذلك فأن التعليم هو اساس المعرفة والعلم، كما ان جميع الدول تعترف بحملة الشهادات اكثر من اعترافها بمن يمتلكون الخبرات والمهارات من دون الشهادات.
لاتظهر نتائج هذا التسرب المدرسي سواءً للبنين او البنات الآ في المستقبل، واذا زادت في اي مجتمع فان السمة الاغلب التي ستظهر عليه هي عدم تعلم افراده، وسيكون لها اثار سلبية كثيرة؛ لان هذا المجتمع سيفقد الكثير من الاعمال والتخصصات التي لايمكن تأديتها الا بوجود الشهادات المتخصصة، كما ستؤدي الى انتشار الجهل فعندما يكون المجتمع غير متعلم ستنتشر الامية وهذا سيكون له انعكاسات كثيرة مثل( انتشار الخرافات وتدني المستوى الصحي للفرد بسبب غياب الثقافة العامة)، وكذلك التسرب المدرسي سيؤدي الى ارتفاع مستوى العنف والجريمة في المجتمع لان انتشار الامية وارتفاع مستوى البطالة يؤدي الى انخفاض المستوى المعيشي للفرد في المجتمع ممايزيد في نسبة انخراطه في اعمال غير قانونية، وغير اخلاقية من اجل الحصول على الاموال، أو قد يجبر الفرد للجوء الى السرقة لاسباب مادية.
وفي اخر بيان نشره الجهاز المركزي للاحصاء في سنة ٢٠١٩ اوضح فيه من خلال جدول يبين داخله المعلومات بالارقام، اذ تبين ان العام الدراسي ٢٠١٧_٢٠١٨ هو اكثر الاعوام تسرباً للطلبة من المراحل الابتدائية، كما ذكر البيان حسب احصائية اجراها على كافة المحافظات العراقية عدا الكردية منها، ان اغلب المتسربين من المدارس الابتدائية دون سن ال ١٥ سنة قد تسربوا من المدارس الحكومية فقط ولم يتسرب الاطفال من المدارس الاهلية.
أما عدد الطلاب المتسربين فهو ١٣١٣٦٨ علماً ان نسبة الاناث ٤٧%.
ومن اهم اسباب انتشار ظاهرة التسرب المدرسي:
١_ تقصير الاسرة في توفير البيئة المناسبة للاطفال للتركيز في تعليمهم ودراستهم.
٢_ طرق التدريس غير المناسبة، فقد يكره الطالب المدرسة نتيجة سوء التصرف معه، أو لعدم قدرته على فهم المواد الدراسية ممايجعله يرسب ولايستطيع اكمال المرحلة الدراسية بنجاح.
٣_المدارس السيئة من حيث عدم توفر الشروط المادية مثل اعداد الطلاب الكبيرة في الصفوف، وعدم الاهتمام بالنشاطات الرياضية، وعدم فهم متطلبات التلاميذ.
٤_ انضمام الطالب الى رفقاء السوء ومشاركتهم الافكار، التي لاتخلو من المخاطر مثل الهروب من المدرسة.
وللحد من هذهِ الاسباب المذكورة اعلاه والقضاء عليها والحد من انتشار ظاهرة التسرب المدرسي يجب اتخاذ عدة خطوات ومنها:
١- نشر الوعي في المجتمع على اهمية التعليم وحصول جميع الاطفال على التعليم.
٢- دعم مجانية التعليم ودعم الاسر الفقيرة لتتمكن من ارسال اطفالها الى المدرسة.
٣- اقرار مناهج تعليمية مناسبة ووسائل ذات تاثير افضل لتعليم الاطفال.
٤-اهمية تواجد مرشد نفسي واجتماعي في كل مدرسة للتعامل مع المشاكل النفسية التي من الممكن ان يعاني منها الطالب نتيجة لوضع اسري معين .
٥-تركيز الحكومات على بناء المدارس في مختلف المناطق بالخصوص ( الريفية والبعيدة منها ) لتسهيل ذهاب الطلبة اليها دون عناء.
٦-تدريب المدرسين على كيفية التعامل مع المستوى العلمي لمختلف الطلبة وخاصة مع الاطفال اصحاب المستوى الدراسي المتدني.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat