الحج رحلة ايمان الى حضرة الرحمن 
نور الهدى النصراوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

انها رحلة الروح والقلب، والبدن وهجرة الانسان الى الله; هجر الاهل والمال، والملذات وتحمل العناء والمشقة حبا وشوقا اليه، انها رحلة اشبه ماتكون بالرواية في ادق تفاصيلها تبدأ بالاستعداد والتجهيز، واي روعة تلك التي يكون بها حجاج بيت الله الحرام واي اجلال وجمال يكسوان مواكبهم، السماء تنزل رحمتها والنور يشع من قلوبهم الممتلئة شوقا لرؤية قبر الرسول (صلى الله عليه وآله)، وذلك البيت الذي بني بواد غير ذي زرع ارادت له السماء ان تصدح حوله الحناجر "لبيك اللهم لبيك" 
 الحج: هو القصد والزيارة، والاتيان، وفي الديانات المختلفة غالبا مايعرف بأنه رحلة طويلة وشاقة للوصول الى ذروة الايمان الروحي، لذلك نرى الذي يؤدي هذه الشعيرة يعود وهو مرتاح النفس ويشعر بسعادة لا توصف.
الحج الى بيت الله الحرام هو الركن الخامس من اركان الاسلام، وهو واجب مرة واحدة في العمر على كل مسلم بالغ و عاقل اذا استطاع اليه سبيلا، اي اذا كانت لديه القدرة المادية والصحية على اداء هذه الفريضة، حيث كان حجاج بيت الله الحرام يعانون من خطورة الطريق وبعد المسافة، وخطورة الامراض حيث كانوا يتجهزون للحج قبل عام سواء في جمع الاموال وتجهيز العدة، والحج طقس ديني شائع وموجود في كثير من الديانات، والحج الى بيت الله الحرام موجود قبل البعثة النبوية اذ كان يعتقدون انه شعيرة فرضها الله على امم سابقة مثل ملة النبي ابراهيم {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَٰهِيمَ مَكَانَ ٱلْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِى شَيْـًٔا وَطَهِّرْ بَيْتِىَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلْقَآئِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ}
و كان الناس يؤدونها ايام النبي ابراهيم عليه السلام ومن بعده لكنهم خالفوا بعض مناسك الحج وابتدعوا فيها، الا ان حجة النبي حجته الاولى والاخيرة وهي حجة الوداع واخذ المسلمين عنه مناسك الحج، بأعتبارها المناسك الصحيحة مستشهدين بقوله (خذوا عني مناسككم)، ومن منافع الحج ان يتعارف الناس ويعلم بعضهم بعضا ويساعد بعضهم بعضا، حيث اتوا من كل فج عميق من مشارق الارض ومغاربها يجتمعون تحت هذه الهالة الرحمانية لاداء هذه الفريضة العظيمة واداء مناسكها في مزدلفه، وفي منى، وعرفات، ومن منافع الحج نشر العلوم الدينية بين الحجاج، والعلوم الاخرى، فرصة ساقها الله لعباده المؤمنين في توضيح معالم الدين مستندين الى كتاب الله ورسوله الكريم 
ومن اعظم مقاصد الحج واهدافه، اخلاص العبادة لله وتوجيه العقول، والارواح، والقلوب اليه جل وعلا ايمانا بانه يستحق العبادة، وايمانا بانه رب كل شئ خالق الاكوان ومصور الارحام، لاند له ولا شبيه له 
نسأل الله بعزته وجلالته، وصفاته العليا ان يوفقنا جميعا لما يرضيه وان يصلح قلوبنا، واعمالنا وان يمنحنا التفقه، والبصيرة في الدين، وان يرزقنا حج بيته الحرام وان يوفق حجاجنا وان يردهم سالمين غانمين.

الموضوع السابق المنبر والمؤامرات الدائرة حوله

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat