تنتشر الحركات التبشيرية التي تدعو إلى اعتناق المسيحية بشكل كبير جداً في الدول الفقيرة والمُعدمة وخصوصاً في قارتي أفريقيا وآسيا؛ مجنّدة الآلاف من المبشِّرين الذين يعملون بشكل يومي على تنصير شعوب تلك المناطق، كما انضمّ إليهم النواصب أيضاً في الدعوة إلى أفكارهم التكفيرية التي تجنّد أبناء هذه الدول، ليتحولوا إلى قنابل موقوتة تهدد العالم في أي لحظة.
ومن الخطأ الاعتقاد بأن السبب الوحيد لسهولة اختراق هذه الشعوب هو العوز المادي فقط، بل إن الفراغ الثقافي الذي تعاني منه هذه الأمم يجعلها مستعدة لتقبل أي فكر أو ثقافة أخرى؛ لأنها ستكون بطبيعة الحال أفضل من العوز الثقافي الذي يعيشونه. كما أن الإنسان هناك بدأ يؤمن بأن ارتفاع مستوى الوعي لديه قد يكون الملاذ والوسيلة التي سوف تنتشله من الأوضاع البائسة التي يعيشها.
لذا كان فكر أهل البيت(ع) هو السبّاق في إدراك هذه الحقيقة، وذلك إذا ما تتبعنا سيرة مولانا الإمام زين العابدين(ع)، والذي تخرج من مدرسته العظيمة الآلاف من العبيد والإماء والمعدمين؛ حيث كرسّ عمره الشريف في تعليم وتربية أبناء مختلف الأمم والشعوب، فتخرجت على يديه أجيال من طلبة العلوم الذين عادوا إلى مدنهم النائية حاملين معهم فكر وعقيدة آل البيت(ع).
ولذلك يجب على مؤسساتنا الفكرية والعقائدية الالتفات إلى أن مستوى الصراع في القرن الحادي والعشرين سوف يحتد بين الديانات الكبرى، وأهم ساحات هذا الصراع سيتمثل بالأمم المُعدمة والمتخلفة فكرياً، وعلينا كموالين للعترة الطاهرة أن ندخل في خضم هذا الصراع وننافس بكل إمكاناتنا لنشر ثقافة أهل البيت(ع) بين هذه الأمم؛ متسلِّحين بالثقة الكاملة، ومستمدين العزم من مولانا معلِّم العبيد ومحررهم إلى نور الحقيقة؛ علي بن الحسين عليه الصلاة والسلام.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat