المتتبع للفترة القريبة التي أعقبت مقتل الإمام الحسين (ع)، يلاحظ أن الشخصية الأبرز والأكثر ظهوراً وتأثيراً في ساحة أهل البيت كانت مولاتنا السيدة زينب (ع)، حيث اقتضت المصلحة الإلهية أن ينسحب الإمام السجاد (ع) من الواجهة (ظاهريا) في مرحلة عاشوراء وما تلاها مباشرة من أحداث، وذلك تحت عدة أسباب كان من بينها مرضه (صلوات الله عليه).
ففي الأسابيع القليلة بعد عاشوراء وخاصة في فترة السبي لأبناء العترة الطاهرة كانت السيدة زينب (ع) هي الغطاء الإلهي والدرع الحامي للإمام السجاد (ع)، ولعبت دوراً كبيراً في انتقال الإمامة إليه بشكل سليم، وسط الأخطار الكبيرة المحدقة به في تلك الفترة الحرجة.
وقد ظهر هذا الدور من خلال عدة مواقف كان من أبرزها أنها أصبحت الصوت الأول الذي نطق باسم أهل البيت (ع) في مواجهة مجالس السلطة الأموية، بالإضافة الى موقفها البطولي في حماية السجاد (ع) من ابن زياد الذي حاول قتله؛ فاعتنقت الإمام وتعلّقت به وقالت لابن زياد: (والله لا أفارقه فإن قتلته فاقتلني معه). كما كانت (عليها السلام) هي الضحية الأولى للأعداء والواجهة التي تلقت كلَّ أنواع المصائب والنكبات في فترة السبي، وذلك لكي تبعد الأنظار عن الامام (ع).
وبذلك سارت السيدة زينب (ع) على نهج أمّها الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع) التي كانت المحور الأكبر بين الرسول الخاتم وأئمة أهل البيت (ع)، وكذلك أصبحت ابنتها الكبرى العقيلة هي المحور الأصغر من خلال دورها العظيم في انتقال الإمامة من مرحلة أصحاب الكساء الخمسة الى التسعة المعصومين (صلوات الله عليهم).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat